المزيِّن
سنة النشر : 01/05/2009
الصحيفة : اليوم
ونتابع اليومَ، بعد استئذانكم اختيار أسئلةٍ مختارةٍ تدلّ على وعيٍ ورغبةٍ معرفيتـَيْن عند من سألوا..
وأول الأسئلة من الفتاة يمنى، وتقول أن أختها يسرى محرومة من النظر، وأنها صديقة عمرها ونقلت هذه لرسالة التي كتبتها واحتفظت بها لنفسها، ولكنها -أي يمنى- أرادت أن تفاجئها بنقل الرسالة:
« لكم تمنيت أن تكون «اسألوني» بطريقة برايل كي أستطيع قراءتها، ولو كنت جريئة على التوصل لسئلتُ هذه الأسئلة التي طالما أردت أحدا الإجابة عليها...» فلي الشرف وبكل حبٍّ وفخرٍ أن أجيب عن أسئلتك يا بطلة الزاوية يا يسرى، فمع أسئلتها:
*يؤذيني جدا استخدام المفردات الأجنبية في أحاديثنا اليومية، وهناك عدة كلمات أريد منك أولا معناها بالعربي لتكون المرادف الذي تدعو الى استخدامه بدلا منها، وأرجو أن يعتمد قراء اسألوني هذه المصطلحات بالعربي ثم ينقلونها لكافة الناس.
- يا سلام عليك يا عظيمة البصيرة يا يسرى، حاضر، والسؤال: ما أصل هذه الكلمات وتهجئتها ومعناها بالعربي: كوافور، كوافيرة: هي من أصل فرنسي Coiffeur، وبالعربي: المزيِّن، أو المزيَّنة. ستشوار: تنطق سشوار من الفرنسية Sechoir، وبالعربية تعني: المجفـِّف. بلوزة: من بلوز بالإنجليزية والفرنسية Blouse، وتعني بالعربية: قميص. اكسسوار: من الفرنسية Accessoir، وتعني: الزينة الإضافية.
ولا بأس أن تندمج بعض المصطلحات الأجنبية الوافدة باللغةِ الأم يا يسرى فهذا يحدث للفرنسية والإنجليزية، على أن لا يكون ذلك نهجا دائما، وللضرورة.
* لقد كنت أبصر وأنا صغيرة، فهل أحتفظ بتلك الصور لمدينتي وأهلي، أم أغيرها بخيالي؟
- استخدمي قوة الخيال، وقوة الوصف عند أختك يمنى ومن القراءات ومن الناس، وكوّني صورَك. فلا جمود في الحياة، وأنت أجمل دليلٍ على تبدل الحياة وتلوناتها الرائعة.
ومن أ. سنان- البحرين:
*مطلوب مني بحث في الأدبِ عن البير كاموس ومقارنته مع أديب آخر اسمه «ت اس اليوت، من هما وما هي أوجه المقارنة:
- على قولتكم في البحرين «إنتَ غوص للولو وأنا ابيعه»، يجب أن تكمل بحثك وسأعطيك تعديلا يساعدك، ليس اسمه البير كاموس، بل «البير كامو» صحيح أن الاسم يكتب باللاتينية هكذا Camus، ولكن بالفرنسية لا ينطق الحرف الأخير. و»كامو» هو مؤلف (الطاعون) أشهر قصة فرنسية في الزمان الحديث، وعاش في وهران بالجزائر حيث سجل عصف مرض الطاعون بالمدينة، ولأنه يميل للرمزية الإنسانية فيقال انه رمَزَ للمعاناة الإنسانية من نظرة ماديةٍ مباشرة، وهي مؤشر لفكر كامو، و»ت. إليوت»(أمريكي، بريطاني) ، اختصار توماس إليوت، وله فترتان: فترة عدم التدين وكان فيها تماما مثل «كامو»، ثم فترة تكثلك بها وصار متدينا انجيلي العبارة، والدليل ديوانه الرائع بالانجليزية (أربعاء الرماد).
ومن هيا البازع:
* سمعت عن كتاب لأمين الريحاني عنوانه، خمسون عاما في السعودية، ولم أجده، فكيف أعثر عليه؟
- لن تجديه أبدا. فليس هناك كتاب بهذا الاسم ولا لهذا الكاتب. وأنت تقصدين بالأكيد كتاب «خمسون عاما في جزيرة العرب» وهو ليس للريحاني، بل لحافظ وهبة، وهو كتاب عن سيرة الملك عبدالعزيز وتصوير مسهب لفتحه للحجاز، وعن علاقاته الخارجية، وقضاياه العربية الكبرى. ويمكن أن تعثري على الكتاب في مكتبة الملك عبدالعزير بالرياض.
.. ومن أحمد بن علي، وباختصار شديد:
* لي قطيعة مع صديق عمري استمرّت سنوات، فهل أتنازل عن كبريائي وأصالحه؟
- يجيبك من هو خير مني، انتبه لهذا:» وقع بين الحسن ومحمد بن الحنيفة بن علي بن أبي طالب، سوء تفاهم وبعد فترة خصام كتب محمدٌ للحسن: أبي وأبوك علي بن أبي طالب، أما أمي فامرأة من بني حنيفة، وأمّك فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلو مُلِئـَت الأرضُ بمثل أمي لكانت أمك خيرا منها، فإذا قرأتَ كتابي فاقدم وترضـّاني،لأنكّ أحق بهذا الفضل مني.» فكن يا أحمد أفضل منه وتقدم وصالح صديقك!
.. ومن أميمة:
- هل هناك فعلا شاعرٌ عربي أحب واحدة اسمها أميمة؟
- هه، يعني. بالفعل شاعر مجيد وغير معروف كثيرا اسمه «عبدالله بن الدُميْنة»، ولكنه، بيني وبينك، لم يكن مخلصا مثل كثير عزة أو قيس ليلى بل لعب بذيله مع أكثر من واحدة، وكان جميلا، ساحر العينين، وأميمة هي التي تولعت به، ولها بيت أشهر من شعره تعاتبه من فرط المحبة فتقول: أيا حَسـّن العينيْنِ أنت قتلتني ويا فارسَ الخيْلين أنتَ شقائيا وترين يا أميمة أن أميمة كانت تعرف تلعقه بفتاة أخرى، وكان اسمها زينب..
.. ومن ناصر- من المجمعة:
* ما هي عاصمة الأندلس أيام العرب؟
- قرطبة كانت عاصمة الدولة الأموية بالأندلس، وكانت من جنان الدنيا، وداراً لعلوم، وموئلا للآداب والفنون، والمدنية الراقية.
* من هو زرياب مخترع الوتر الرابع بالعود، ولماذا اسمه زرياب؟
- زرياب يا ناصر «أضاف» الوتر الخامس للعود وليس الرابع. وعاش في قرطبة من أعظم المغنين وعازفي العود بزمانه.
* ولماذا اسمه زرياب؟
- أُطلق عليه هذا الاسم ( معوّلا على المستشرق الأسباني ريكردو) لأن طيرا أسود يصدح بأجمل تغريد في بساتين الأندلس، وكان زرياب أسود البشرة جميل الصوت فلُقب به. وهناك تفسيرات أخرى..
* إذا كان زرياب ضاربا للعود فلو كان حراما لحرّم علماءُ الأندلس المعازف؟
- بل عارض العلماءُ والفقهاء المغاني والمعازف في قرطبة، ولكن كان الحكامُ مولعون بالفن.
.. ومن الدكتورة نويّر- جدة:
*قلت بمقالٍ أن «غوته» الألماني ذكر القرآنَ بخير ، ولم أجد ما يدل على كلامك فكيف نتحقق منه؟
- تمام، ذكر «غوته» ذلك في كتابه ( الديوان الشرقي والغربي)، فقال، نقلا عن الترجمة الإنجليزية:» كنتُ أكره هذا الكتابَ في أول الأمر، ثم جذبني إلى قراءته، فأعجبت به إيما إعجاب، حتى أني قرأته كله فزاد إعجابي وقدّرته كل تقدير.»(**)
..وأترك لقراء الزاوية مساعدتي ومساعدة الآنسة ن.ي في الإجابةِ عن استفسارها، وسنستعرض أهم ثلاث إجاباتٍ في الأسبوع القادم مع إجابتي:
* هل يمكن لفتاةٍ عاشت مع والديْن فشلا بزواجهما أن تتزوج من شاب هو أيضا من أب وأم فشل زواجهما فيكون زواجهما ناجحا؟
*تعقيب:
(*) يورد صاحبُ «الأغاني» قصة عجيبة عن هذا الشاعر «بن الدمينة» الذي سألت عنه أميمة، بأنه حين علم بأن زوجته لها صلة برجل من بني سلول، رصدَهُ ثم قتله، ولم يكتفِ فقتل زوجته، ولم يكتف فقتل.. ابنته!
(**) بعد كتابة «غوتِهْ» عن القرآن الكريم في الديوان الشرقي انتشرت ترجمة معاني القرآن الكريم كالموضةِ في ألمانيا، حتى أن تلميذه ريوكرت Rueckert، ترجم معاني النصّ القرآني سجعاً!
في أمان الله..