الحية الميتة

سنة النشر : 14/04/2009 الصحيفة : اليوم

 
.. سؤال من سيدة، كان لابد أن أجيب عنه منذ زمن، وأنا حذر متوجس، أخاف أن أفهم بشكل لم أقصده، أو أن يجد علي من يريد مدخلا مقوِّّضا..
 
ولكن السؤال بقي عالقا، ولابد أن أجيب عنه وهو من سيدة تطلق على نفسها (الحية الميتة)، والسؤال كان:
 
هل الزواج من ثانية خير أم شر؟
 
وأنا لن أجيب في كونه خيرا، أو شرا، ولن أجيب من ناحية شرعية، وأنا لا أتشرف بحمل هذه الصفة، ولكن سأتكلم بنبضي الاجتماعي، وهو ما أعلن أني أعرفه، وأني امتهنه، وأني مليء بالتجارب، وأتعامل معها بشكل جماعي، ولذا أسمح لنفسي بتناول الموضوع من هذه الناحية..
 
آخذ الزواج الطبيعي من ركن أساسي مهم وأنه زوج وزوجة، زوج واحد (بالطبع)، وزوجة واحدة ( بالطبيعة). وقد خلق الله حواء كزوج لآدم.. واحدة. إذن هي من سنن الطبيعة، وليس طبعا من قوانينها الحتمية. وعلينا أن نسأل عدة أسئلة إن كانت اجاباتها بـ (نعم)، فاذهبوا وانعموا بالزواج من واحدة وأكثر، وإن كان بـ (كلا) .. فسنكمل حوارنا يوما..
 
- هل ستبقى الزوجة الأولى على حبها القديم لزوجها، بعد أن تزوج أخرى، أم أن الغيرة هي التي ستقود كل العلاقات المتداخلة والغيرة تنتقل شرارات من الكراهية والمرض النفسي والإعاقة العضلية والعقلية.. ؟
 
- هل سيكون الزوج بالفعل أكثر هناءة، أم أنه سيفقد حب الأولى، وأقول لكم إن حب الزوجة ووقوفها مع رجلها هما مظلة من مظلات الحياة المليئة بالصعب والألم والإخفاق؟
 
هل ستكون دائما أكبر مناصريه وأول من يفرح في إنجازاته؟ أم أن هذا سينقطع من حياته؟
 
وهل ستحبه الأخرى، كما تحب الزوجة الأولى الزوج كأول حب حقيقي في حياتها؟
 
وهل الثانية ستثق فيه وهو أخذها على الأولى؟ بل هل سيكون دافعها من الأصل هو الحب..أم أي شيء إلا أن يكون حبا حقيقيا؟
 
هل سيستفيد الأولاد الموجودون من الزواج الثاني؟ بل هل سيستفيد الأولاد الذين لم يأتوا بعد .. هل قدرهم أن يأتوا والمشاكل والخلافات الدهرية من أول صرخة لهم في الحياة؟
 
- هل سيرتبط الإخوان من أكثر من أم، في الأغلب الأعم، بحب الاخوة الأشقاء.. أم هل ستكون مؤهلة لأشرس علاقة، عندما يكره الأخ أخاه؟
 
-هل عند أي شخص «فعلا» القدرة على أن يدعي أن سعادته زادت، ومشاكله انتهت مع الزواج الثاني؟ إن كانت (نعم) هي الإجابة، صدقا، وحقا.. فهيا قوموا ومرات أخرى تزوجوا!!.