الأمان

سنة النشر : 27/03/2009 الصحيفة : اليوم

 
من الآنسة «أسئلة»، هذه الأسئلة:
 
شاهدت برنامجاً وثائقيا عن الانتحار الجماعي في «جونزتاون»، ولكن لا أستطيع أن أصدق أن أحداً يستطيع قتل نفسه لمجرّد أن أحداً أمره بذلك- كلامك صحيح في الحالات العاقلة، ولكن «جيمس جونز» قائد المجموعة كان يخدرهم بالماريوانا وحبوب الهلوسة إضافة إلى غسيل دماغ مكثف حولهم إلى نفسياتٍ تعِبةٍ تترجى منه الخلاص. وهي الآن ظاهرةٌ تـُدَرَّس في علم النفس كحالة طارئة في التركيبة النفسية الإنسانية.
 
هل يصح أن نطلق على جماعة «جيمس جونز» الجماعة الدينية؟
 
- سؤال ذكي ودقيق يا آنسة أسئلة. الدينُ هو ما يعتقد الفردُ أنه في وجدانه ديناً، فبالنسبة لهم كان ديناً، وبالنسبة لنا مجرد ضياع عقلي وأخلاقي.. وبالعلم المجرد في ما يسمى «بالثيولوجي» أي علم الأديان، يُصنـَّف بتجردٍ علمي كطائفةٍ دينية.
 
تحيرني المكسرات هل هي نبات أم ماذا؟
 
- المكسرات كالبندق والجوز وعين الجمل والفول السوداني محاصيل زراعية. وكان بودي لو سألتني لم سُميَتْ المكسرات لكان أفضل، ولكن بما أنك لم تسألي فلن أجيب!
 
.. ومن الأستاذة غدير، هذه الأسئلة: هل نعتبر الحياة لغزاً نحاول أن نفسره طالما عشنا؟
 
- يصح ذلك وهي العقلية الفلسفية العلمية والتجريدية والتي لا تكتفي بالمنظور والمحسوس فتتلمس ما وراءهما، وفي أصل وبداية الأشياء، والأغراض والأهداف، وهذا مبحثٌ فكري علمي، ولو على الصعيد الشخصي. وهناك العقلية العملية التي تكتفي بالتعامل مع معطيات الحياة وتأخذ بالتفاسير المتاحة.
 
ماذا يعني الحب؟
 
- عطاءٌ دائم، وغفرانٌ مستمر.
 
ما فائدة سن المراهقة؟
 
- عناصر الطبخة لا تتماسك وتنضج إلا بعد النار.. وعناصر الإنسان لا تكتمل وتتماسل إلا بعد المراهقة.
 
.. ومن س. الشماسي- القطيف: ما معنى أن الحياة موقف وتصرف؟
 
- مبدأ في علم أخلاقيات الجمال ومعناه: أننا نستطيع أن نقوم بعمل أي شيء، ما دمنا نؤمن بأننا قادرون على ذلك.
 
هل التقدم في السن عملية محزنة؟
 
- هناك شيء مهم تأخذه مقابل التقدم بالسن: المعرفة. لماذا التحاب عملية صعبة في هذا العالم؟
 
- الغريب أكثر من ذلك يا أخي، إن الإنسان يكره إنسانا آخر، بسبب ما يدعي أنه من أجل الحب!
 
ومن الدكتورة نور الهدى: أنت لا تجيب عن أسئلتي، بينما تحب أن تكرر إجابة لقراءٍ بعينهم، فهي لديك «قائمة مفضلة»؟
 
- والآن.. هل أنتِ في القائمة؟ من أكثر من يسألك الأولادُ أم البنات؟
 
- همممم.. قارني اليوم! سؤالي، والذي سيتبعه اسئلة أخرى لأن الأولـَيْن كانا شكوى وتساؤلا، ما أكثر جملة مبالغة سمعتها؟
 
- «نومي سريعٌ جداً، فانا أطفيء مصباحَ السرير ثم أغفو قبل أن تصبح الغرفةُ ظلاما.»
 
.. ومن السيد ج. القطيفي:
 
حضرت لك محاضرة في القطيف عن التحاب والتعايش، فهل تستطيع أن تقدمها في أي مكان في المملكة؟
 
- لقد فعلتُ فعلا.. قبل البارحة في عنيزة، بالقصيم.
 
هل مجتمعنا سيتوحد، أم أن مشاكل الفرقة والجفاء ستزداد؟
 
- إذا آمنا بالمبدأ البسيط أننا كلنا في قاربٍ واحد.. فلن نـُغرق القارب!
 
هل تصدق أن دولة تتدخل في شئون دولة أخرى؟
 
- وهل تصدّق ألا يدخل اللصُّ بيتـَك إن تركتَ بابَ بيتك مفتوحاً.. وبداخله مقتنيات ثمينة؟
 
ومن السيدة «أم سمير»: لماذا يكره الأطفال المدرسة؟
 
- أعتقد أن السؤالَ الصحيح هو: من الذي يُكرِّهُ الأطفالَ في المدرسة؟!
 
لماذا يتخاصم الأشقاءُ مع بعضهم داخل المنزل؟
 
- إنهم يستعدون ويتمرنون لمواجهة الحياة في خارج المنزل!
 
ابنتي تعاديني.. وتغار مني، فماذا أفعل؟
 
- وجهيها أقل.لاطفيها أكثر. أغدقي عليها المديح بلا حد.
 
ومن صفاء زاخر- عمان- الأردن ما حال كوكبنا يا أستاذ؟
 
- أنا لي حصةٌ واحدة في شركة الأرض.. ولكني قلقٌ جدا من تصرف مديريها!
 
تعقيبات:
 
تقصد «الآنسة أسئلة» الانتحار الجماعي الذي قاده جيمس جونز في العام1978م في مدينة جونزتاون، وجيمس هذا كان مأفونا مُدمنا يبشر لدين سماه «معبد الشعب Peoples temple»، وقاد جماعته لأكبر انتحار مدني جماعي ( للخلاص إلى يوم الديمومة، كما زعم) في كل تاريخ أمريكا غير الحربي.. ( ولم يكسر هذا الرقم للضحايا المدنيين إلا حادث 11سبتمبر، ولكن يبقى أكبر عملية انتحار طوعي جماعي حتى الآن.)
 
في أمان الله..