الفضول المعرفي
سنة النشر : 06/03/2009
الصحيفة : اليوم
في الحقيقة إني أعتزّ بالسائِلـِين واسئلتهم لهذا الأسبوع. فمعظمهم أبدى ثقافةً واهتماماً وفضولاً معرفياً.. يا سلام.
.. من الأستاذة حميدة صدقة هذه الأسئلة:
هل «الزبور» كتابٌ منزلٌ، وهل عرفه العربُ قبل الإسلام؟
- طبعا كتابٌ منزل على سيدنا داود عليه السلام يا أستاذة حميدة، ولقد ورد اسمَه عدة مرات في الشعر العربي قبل الإسلام، وعُرف باسم «مزامير داود» عند اليهود والمسيحيين. ولأن من نزل لهم كانوا عصاةً يا أستاذتي فصار هذا كالمثل الشائع: «على من تنفخ مزاميرَك يا داود؟»
هل زرقاء اليمامة حقيقة أم أسطورة؟
- حقيقةٌ منقولة، وحدثت قبل الإسلام وهي من بني جديس باليمامة، وكانت قد رأت جموعَ حسان بن تُبّع الحميري، كما يُروى من مسيرة 3 ايام، وأنذرتْ قومَها فلم يصدقوها فاجتاحهم حسّان، ففقدوا فرصة الاستفادة من أول.. تلسكوبٍ بشري!
هل يمكن الرؤية من المسافة التي كانت ترى بها زرقاءُ اليمامة؟
- تقصدين رؤية الشيء من مسيرة 3 أيام. لا أظن. ولكن في المساحات الصحراوية المفتوحة، ولبطءِ مسيرة الجيش وكثرة وقوفهم، وباعتلاء قمة رفيعةٍ ربما تيسر لأصحاب النظر الحاد من الرؤية باعتبار العناصر التي ذكرناها.
.. ومن سيد عطيه- مصري في قرية نجدية:
أنا مدرس لغة عربية ورأيت أن الناسَ هنا يستخدمون كلمة «زفن» للرقص فما أصلها؟
- صنف من الرقص التعبيري في نجد والخليج، والكلمة يا أستاذ عطية عربية خالصة، وكانت تطلق أيضا على رقصة عربية انتشرت في شمال مصر وأنحاء ليبيا وتونس باسم السماح، وما زال ممارساً. بل أني وجدت في دولة أسيوية وسطى هي طاجكستان يستخدمون كلمة زفـْن لرقصة الباليه!
وما هو التوقيت العربي؟
- يقصد بالوقتِ العربي التوقيت الذي يبدأ قياسَه من لحظةِ الغروب( فالساعة الخامسة تعني خمس ساعات بعد الغروب) واليوم العربي من غروبِ الشمس إلى الغروب القادم.
.. ومن عبدالرحيم الرواق، هذه الأسئلة:
وجدت كتاباً بلا غلاف اسمه «أخبار دار المصطفى» وبه كلامٌ عجيب غريب، فهل تعرف عنه شيئا، وهل هو من الكُفريات؟
- ربما كنت تقصد كتابا صوفيا ذائعا هو « الوفا بأخبار دار المصطفى»، والكتاب منتشر في مكتبات مخصصة للزوايا الصوفية في القطر المصري، والمؤلف عاش في أواخر القرن الثالث عشر ومات في أول القرن14م، والمؤلف هو «نور الدين السمهودي»، من «سمهود» في مصر.. ذهب للحج وبقي في المدينة، ويُقال أنه أثر في الفكر الديني هناك وتأثر به.
ووجدت كتابا آخر بلا غلافٍ أيضا واسمه «جذب القلوب إلى مواصلة المحبوب»، والعنوان عرفته فقط من توطئة الداخل، وفيه أيضا ما أخاف أنه من الكفر، فمن المؤلف؟
- وهذا كتاب شهيرٌ جدا يعرفه أهل التصوفِ حق المعرفة للسهرَوَرْدي البغدادي، (وهو غير السهروردي المقتول)، وإضافة لهذا الكتاب فإن له كتاباً أكثر شهرةٍ، وهو»عوارف المعارف» من أهم مؤلفات ومراجع الصوفية وفيه من العشق والتوجد والذوبان الشيء الكثير.
وكتابٌ منزوع الغلاف بعنوان ( الصبايا من أرض الكنانة إلى سرابايا) فماذا تعرف عنه؟
- يا رجل ما حكايتك مع الكتب التي بلا أغلفةٍ ( ربما نـُزِعَتْ لموجباتِ الرقابة)، لا أعرف هذا الكتاب، و»سرابايا» مدينة أندونيسية يكثر لها هجرة العرب في القرن السادس عشر، ومن عنوانه يسرني ألا أعرف عنه شيئا!
.. وعبداللطيف اللطيف ، يكتب اسئلة كلها تبدأ ب ( ما رأيك؟)، هو لطيفٌ حقاً :
ما رأيك في هذا: في الوقتِ الذي سيصيرلي مالٌ أشتري به طيراً واطيَّره، سيكون العمرُ قد طار؟
- .. وطارت معه أيضا.. أخطاءُ المال.
ما رأيك في هذا: الاجتهادُ يدفع لك في المستقبل، أما الكسلُ فيدفع لك الآن؟
- صحيح. ولكن العملة مختلفة في الحالتين. العملة الأولى اسمها النجاح. والعملة الثانية اسمها: الفشل.
ما رأيك في هذا: نحن نولد جياعا صارخين عراة. ثم يزداد الأمرُ سوءاً؟
- أبدل كلمة ( الأمر) بنفس الضمير الذي بدأت به جملتك.. (نحن.)
.. ومن السيد المدير:
ما الفرقُ بين أحلام الليل وأحلام اليقظة؟
- أحلام الليل من العقل الباطن. أحلام اليقظة من العقل الواعي.
ومن السيد مرتضى: لدي صديق عنيدٌ جداً كيف أقنعه بقبول أي رأيٍ مني؟
- بسيطة. قـُل له: «يا صديقي رأيُك صحيح.» وسيوافقك!
سؤال الأسبوع: وهو لمحبّي الشعر: على أي وزن من أوزان «الخليلِ بن أحمد» نظم أبو نواس هذا البيت: حاملُ الهوى تعِبُ يستخِفُّهُ الطـَّرَبُ تعقيب:
وسؤال الأستاذة حميدة « ألأخير» لم نورده لأنه تجاوز قانون عروب، وكانت تسأل عن صفة زرقاء، والجوابُ لأن زرقاءَ اليمامة كان لون عينيها زرقاوين، مما يفتح النقاشَ أثـَنِيـّاً لعلماء الأنثروبوبوجيا حول أن اللون الأزرق للعينين، وصفاء بياض البشرية هي صفة عربية نقية..
في أمان الله..