أوباما والإعلام
سنة النشر : 20/02/2009
الصحيفة : اليوم
.. صحيحٌ أن اسألوني» ليست زاوية لحلّ المشاكل الاجتماعية والإنسانية.. ولكني أوردُ اليومَ فقرتين هنا لفتاتين.. رأيت أن من حق المجتمع أن يعلم ما يدور من أمور في طواياه ليستعد لمواجهتها، فلا تأخذهُ بغتةٌ ولا مفاجأة. ولأن الفتاتين طلبتا أن تظهر مشكلتهما في اسألوني .. لسببٍ شرحـَتـْه كل منهما:
من « الصغيرة المقهورة» تقول: «اريد ان تظهر أسئلتي في زاويتك، قد تملك حلا، وقد لا تملك، وأنا متأكدةٌ أنك لا تملك(!).. ولكن فقط ليرى الناسُ كيف يقهرُ بعض الآباء بناتهم.. إلى الأبد: كيف تريدني أن أشعر نحو أبي وهو يزوجني أنا بنت الخامسة عشرة إلى رجل في الثانية والخمسين؟
- يبقى أبوك, مهما عمل.. ولكن من حقك أن ترفضي هذه الزيجة شرعا. إلا أن كانت قد تمت، فاللهُ المستعان.
وهل مطلوبٌ أن أحب زوجي الخمسيني وأخلص له؟
- لا ليس مطلوب أن تحبيه، ولن تستطيعي حبه من عدم حبه فهذه مسألة قلبية.. ولكن مطلوب منك أن تخلصي له.
هل أعتبر خائنة إن حفظتُ قلبي لحبي الحقيقي كي أهرب إليه بأحلامي كلما قرب إلي زوجي؟
- الخيانة دائما مادية، وليست ذهنية، ولكن مع تفهمي لكل وضعك يا بنتي.. إلا أن نصيحتي لك بأن تحاولي أن يكون زوجك هو الرجلُ الوحيد في حياتك.. وأقول لزوجها، أعطها الحافز كي تفعل ذلك.
ومن «كاثي» من المنامة، وهي الأمريكية التي تتكلم العربية، وسبق أن ظهرت أسئلتها اكثر من مرّة في هذه الزاوية، وتخرجت في جامعة الأزهر: ألا ترى أن الإعلامَ الأمريكي طوّبَ أوباما قديسا؟
- إذن سيكون أوباما أول قديسٍ أسود في الكهنوت المسيحي!
هل تتوقع أن يقدم أوباما شيئا استثنائيا جيدا للعرب والمسلمين؟
- لا أتوقع.. ولكني آمل! هل تعتقد أن العنصرية قد أقفلت متجرها في أمريكا ( يبدو أن كاثي تترجم بعقلها حرفيا من لغتها الأصلية)؟
- أرجو ألا يكون صاحب المتجر يا كاثي علّق لوحة يقول فيها: «مغلق.. مؤقتاً!»
من أحمد علي خان هذه الاسئلة الممتازة:
هل يمكن للدماغ الإنساني أن يعمل خارج الجسم؟
- لما تقرأ عن الدماغ تُذهل يا أحمد، ولقد قرأت عن افتراض أن يقوم أحد العلماء باستئصال عقل إنسان ويضعه في إناء من المكونات الحيوية، ويؤكد صاحب الكتاب وهو عالم بالمخ والأعصاب أن الدماغ من الممكن أن يستمر ويلقي أوامره على أشخاص آخرين لو ربطناهم بشبكة عصبية كيميائة به .. عجيب، أليس كذلك؟
هل يمكن للدماغ أن يخدعنا؟
- طبعا كثير ما يفعل ذلك، ما الاختلالاتُ النفسانية والعصبية إلا من خداع المخ وتصويره لواقع غير الواقع الذي نعيشه.. وكان هذا رأي الفلاسفة من سقراط حتى ديكارت..
هل قدرةُ المخ محسوبة بدقةٍ بالعلم الحديث؟
-.. لا، قطعا، لا! حل مسابقة الأسبوع قبل الفائت: «القلم». وأول الأجوبة سيف الجريان من أولاد الدمام، وثاني أسرع الإجابات من «أم علي» من الأوجام، وثالثها رضية المصرية من الطائف.
تعقيب: () ويذكرني سؤال أحمد علي بفلم أمريكي شهير بعنوان»ماتريكس» بطولة كينو ريفز .. عن أن أمريكا1999 عبارة عن افتراض تمثيلي رياضي لعقل كبير في وعاء من مكونات حيويات وموصلات عصبية مبرمجة بالكمبيوتر، والحقيقة أنه قصة خيالية عبقرية.. من نسج عقل مولع بالخيال العلمي.
في أمان الله..