الروح العصامية

سنة النشر : 10/01/2009 الصحيفة : اليوم

 
أجمل ما يتمنى المرء ان تكون الامنية عملا.. والاجمل ان يرى العمل مشروعا.. والاكثر جمالا ان يراه حيا منتجا على ارض الواقع..
 
وهذا ما حدث الاربعاء الفائت رأينا مشروع مطعم بنوعية جديدة على ارض الواقع جاريا عاملا.. بل ان زبونا كبيرا امامنا كان بامكانه ان يطلب من ارقى مطعم في مدينة الخبر، حيث يقيم ولكنه بطريقة عملية وتشجيعية كريمة قرر ان يوكل اليهم توفير الطعام لحفل كبير يقيمه..
 
وهذه هي طبيعة الكرام، مراعاة كرامة الآخرين. فالكرامة فوق الغوث والعون، وهذه حقيقة دقيقة ولطيفة يطبقها هذا الرجل الذي أعتز جدا بمعرفته وبما عرفت عنه، «راشد السويكت».
 
اما صديقنا المعروف بانسانيته التي لا تعرف الكلل «سلمان الجشي» فقد كان على طبيعته، لا وقت له للتنظير، كان يناقش معهم طلبا لتوفيره.. رجلان مميزان هذان الاثنان فما اسعدهما بنفسيهما.
 
و»السنعة» وهي صفة باللهجة الخليجية والنجدية من «السناعة» وهي الحكمة في التعامل مع المعطيات الممكنة بافضل استغلال، واسمها الكامل التي تفتخر به «نورة بنت بدر المقيطيب» صاحبة محل «مركز نوريات للطبخ» الذي اخذ طريقه للشهرة في مدينة الدمام ولا تنسى ابدا نورة ان تبرز شعار «صندوق الأمير سلطان للمشاريع النسائية» وتقول: ان الصندوق عمل لها كل شيء لتصححها رئيسة الصندوق هناء بنت عبد المحسن الزهير: «بل قولي الله، الله عمل كل شيء».
 
كان الصندوق قبل سنتين مجرد حلم، ثم فكرة و ها هو اليوم يقدم الحل العملي لمجتمعنا : «الروح العصامية» الروح التي طالما طالبنا بها بدلا من هذه المحاولات الترابية في تمهين الشباب بوظائف لا تسمن ولا تغني، و تقتل آخر وثوبات الطموح ..
 
والدليل ان نورة المقيطيب وصفها السويكت بانها امرأة اعمال.. أي من زملاء المهنة. على ان الخير سلسلة تتابع لنورة لا تملك الاصل الاكبر الذي سيبقى لها على مد الزمن واكبر ما يقدمه مركز الأمير سلطان : روح العمل العصامية، واول صفات هذه الروح الاريحية في التوسع، وإنفاع الناس في الطريق نحوه .
 
فنورة السنعة قد سنعت عشر فتيات سعوديات يعملن معها فيعلن انفسهن واسرهن، وربما في المستقبل يخرجن من عباءة نورة للعمل الخاص في ذات المجال، وهكذا الروح العصامية تولد عشرات الأرواح العصامية الأخرى، وهذا ما يعرفه القائمون على صندوق الأمير سلطان انهم عندما يخرجون واحدة من العصاميات فانهم يخرجون عشرات معها في ضمير القادم من الايام.
 
واللقاء كان جميلا وحميما فكان مع نورة ابوها الذي اطلق على ابنته صفة السنعة، واخوها الشاب الصغير.. ورأينا في عيون الاب والاخ فرحة احتفالات العائلة وانصهارها في حلم وعمل احد اعضائها.. بالغ التأثير حقا.
 
في الطريق تناولت كعكة جبن لذيذة جدا من نورة السنعة، وسطوت على كعكة العم أحمد الزامل الذي تفضل بمرافقتي .. واحتج لسببين : انها من عمل البنت السنعة نورة، والآخر لانها مجانا!.