تعقيبات
سنة النشر : 02/01/2009
الصحيفة : اليوم
.. وردني تعقيبان تصحيحيان، أدرجهما هنا، وحيث أني لم أطلب منهما التصريح بنشر اسميهما، فسأجتهد بذكر كنيتيهما، فواحد أعرفه حق المعرفه، والآخر استنتاجا من اسمه الثلاثي:
أولهما من الدكتور أبو سعد من جدة: «ذكرت في إحدى مقالاتك الطبية أن تعلـّم الطفل ممن حوله يؤدي إلى زيادة القشرة الدماغية المخية، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة وتنشيط الخلايا العصبية.
وهذا ليس دقيقاً، فالصحيحُ أن الخلايا العصبية يزدادُ حجمها، ولكنها لا تنقسم كسائر خلايا الجسم.» وثانيهما من «أبو سامر»:»..
من تعليقك على الرسالة التي بعثتها سيدة فلسطينية تعيش في الولايات المتحدة، يبدو أنك تعتبر كل اليهود، من غير استثناء، مسؤولين عن جرائم اسرائيل ضد الفلسطينين. ولكن هناك يهودا، وبعضهم اسرائيليون، يدينون ما تفعله اسرائيل في فلسطين، ومثالا على ذلك مسؤول الأمم المتحدة الذي احتجزته السلطات الإسرائيلية في مطار «بن جوريون» لساعات ثم طردته.
هذا المسؤول الأممي يهودي ولكنه صرح قبل ذلك بأن ما تفعله إسرائيل في فلسطين يخالف مبادئ حقوق الإنسان. وهناك منظمة يهودية نشطة مقرها أمريكا، واسمها «Jewish Voice for Peace»، تكونت قبل عدة سنوات، يهاجمون سياسة الاحتلال والاستيطان وسياسة الحكومة الأمريكية المنحازة لإسرائيل... إني أجد في ما يكتبه اليهود والإسرائيليون ذوو الضمائر الحية، وإن قلـّوا، خير وسيلة للرد على المؤيدين لممارسات إسرائيل.
وأتذكر قبل عدة سنوات مراسلات إلكترونية بيني وبين طبيبٍ إسرائيلي يعيش في القدس كنت قد قرأت رأياً له يطالب حكومته باتخاذ تدابير أكثر شدة ضد الفلسطينيين الذين يهددون أمنه (حسب رأيه) وكنت أفند رأيه بآراء شرفاء من دينه وبعضهم مواطنيه.
بعد عدة مراسلات اعترف بخطأ رأيه، وتمنى أن يعم السلام في المنطقة ويقوم بزيارتي هنا في السعودية، أو أزوره أنا في القدس.»
والآن مع اسئلة القراء: سأعتبر هذا السؤالَ، سؤالُ الأسبوع لطرافته وجدته، ووردني باللغة الإنجليزية من المهندس «حسان كركه لي»، سوري يعمل بشركة في المنطقة، نقلا عن صديقه بالعمل السويدي: لي زميل سويدي اقترحت أن أحول له سؤالا طرحه، والسؤال هو أنه كان يستمع لبرنامج إذاعي فسمع كلمة بالإنجليزية هيْZenofobic»»، ولم نعرف معناها، فرأيت أن نحول السؤال لزاوية اسألوني، وليتك أيضا تجيب بالإنجليزية من أجل صاحبي»
- أعتقد أنك وصاحبك بحثتما عن الكلمة في القاموس ولم تجداها لأن التهجئة خاطئة، فحرف «Z» وضعه لأنه سمع الكلمة فتصورها تبدأ بذاك الحرف، والحقيقة أنها تبدأ بحرف»X» الذي يعطي نفس النطق، كما أنه من سماعِهِ تصور أن في الكلمة حرف أل»F» بينما الصحيح هما حرفا «PH»، ومَعاً يعطيان نفس النطق، فتكون الكلمة الصحيحة هي «Xenophobic»، وهي اصطلاح نفسي مرضي تعني رهاب الأجانب أو الغرباء.. ولا حاجة أن أكتبها لك بالانجليزية، فمن السهل الآن تقصي معناها في معاجم اللغة الانجليزية.
.. ومن بطل الأسبوع سعد النصار، ويقول أنه في السادس الابتدائي، ويتابع اسألوني: هل صحيح أن اللبؤة لا تلد إلا شبلا واحدا مرة واحدة؟
- لا غير صحيح يا سعد، فربما قرأت أنها تلد مرة واحدة في العام، وقد تلد شبلا أو أكثر في المرة الواحدة.. وهناك طرفة يا سعد أن أنثى ثعلب وهي ولود عابت لبؤة بأنها لا تلد في عمرها إلا شبلا واحدا ( كما هو سؤالك تماما) وأنها ردت عليها: نعم، إلا أنه.. أسد!
كلما جاءت سيرة الفقر، ورد ذكر علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، حين قال لو كان الفقر رجلا لقتلته، هل لا يوجد إلا هذا القول لوصف سطوة ( بحرف السين يا سعد وليس بالصاد) في الارث الإسلامي الأول؟
- بل هناك الكثير يا سعد، ومنها قولٌ خطيرٌ لأبي ذر الغفاري، وهو رجل لما تكبر قليلا يا سعد قد أخبرك عن تأثيرة في الاقتصاد الاجتماعي، وهو يقول: «عجبتُ لمن لا يجد القوتَ في بيتِهِ، كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفـَه.»
كيف أخدم وطني، وهل انا صغير لأفكر هذا التفكير؟
- لا يا سعد، فقد تكلمت يوما هنا عن الفاتح العربي الصغير الذي تسمع أمـّه لصدره فحيحا فيقول لها إن بي همة يا أماه تهز الجبال، وفتح المشرق وهو يافع.. ونعود للخليفة علي رضي الله عنه، فهو يقول: « رب هِمـَّة أحيتْ أمـَّة.»
..ومن فالح الشراري، هذه الأسئلة: لماذا أخسر دائما، هل هناك قوة خفية تطاردني؟
- شوف يا فالح، المرءُ يخسر لفرط طمعه بأن يربح!
إني صراحة أحسد غيري الذين يفوزون وأنا أخسر، كيف يكون الحظ معهم دائما؟
- أتذكر هنا قولا ساخرا وحكيما للأديب الفرنسي «جان كوكتو»، فهو يقول: «كيف استطيع أن أبرر نجاح من لا أحبهم، لو لم أجد من يؤمن بالحظ؟!» وترى أن الحظ خيط وهمي تعلق عليه أملا ثقيلا.. اجتهدْ، ثم اجتهد، ولا نتيجة للاجتهاد إلا الفوز.
انصحني نصحا ينفعني في حياتي؟
- لا أنصحك، أنا بل معلمنا وناصحنا الإمام الشافعي واختار لك قوله: لما عفوتُ ولم أحقدْ على أحد ارحتُ نفسي من همِّ العداواتِ وقرائي لما علموا أني استقبلُ اسئلة الأسبوع وصلتني عدة أسئلة، أختار ثلاثة منها على أن أنشر الباقي بالتتابع.
ولم يدرج لي السائلون الإجابة، فأنا سأجتهدُ إذن مع المجتهدين، ولا بد أن يوافونا بالإجابة أول الأسبوع رجاء:
من هي أول امرأة أنشأت مذهبا دينيا، ومتى كان ذلك، وأين؟
- حصة الشيهان من فاز بمناظرة لغوية قامت بين إمام أهل البصرة، وإمام أهل الكوفة، ومن هما؟
- هادي آل همام الروسية تكتب بحروف غير اللاتينية فما هي؟
دكتورة سحر، مردم بك- سورية تخصص أدب روسي
في أمان الله ..