تاريخ الكون

سنة النشر : 26/12/2008 الصحيفة : اليوم


الزاويةُ اليومَ حافلةٌ فكراً، وبأسئلةٍ مرهقةٍ، خصوصا لمـّا يجيبُ عنها شخصٌ تهاوى ضغطـُه، وتنازل مؤشرُ دمِه.. نبدأ أولا بهذا التصحيح الذي وردني من الدكتورة «رشا السيد»، من طنطا – مصر:

( حضرة الأستاذ نجيب الزامل: لقد ذكرتَ في زاويتك المعلوماتية، بمعرض إجابةٍ عن صخر رشيد، أن «رشيد» كانت قرية غافية على النيل لما كان الجنرالُ «فرايزر» الانجليزي يهمّ بغزوِها. وأنا أحمـّلك هنا خطأ تاريخيا كان يجب أن تنتبه إليه، وهو أن «رشيد»، حينها، كانت من أكبر الثغورِ المصريةِ على الإطلاق، وموضعَ اهتمام سلاطين بني عثمان. واسألوا أهلَ العلم يا أستاذ..)

والآن، إجابة أسئلة القراء الكرام., بادئين بأسئلة الأسبوع من «مطر» من الخفجي، ونحييه، ونعتبر أسئلتـَه،أسئلة الأسبوع:

قرأت أن النجومَ هي تاريخ الكون، كيف؟

- عندما ننظر إلى قبة السماء يا مطر نرى النجومَ ونرى الشمس، ولكننا في الحقيقة كمن ينظر إلى نفق زمني يطل إلى الوراء. فالنجومُ التي نراها الآن من الأرض هي هي ليست النجوم الحالية، لأن حالها تغير من ملايين السنوات، لذا فما نراه على صفحة قبة الكون هو التاريخ الكوني مكتوباً في السماء

كيف أقيس أو أعرف طاقة الشمس بمعلومة سهلة؟

- أقول لك: لو جمعنا كل مصادر الطاقة على الأرض وفوقها وباطنها من فحم وريحٍ وأخشاب وبترول لما كفى لتغذية الطاقية الشمسية التي ترسل أشعتها للأرض فقط (دون حساب بقية الكواكب في المجموعة الشمسية) إلا خمسة أيام أو أقل!

لم أحصل على معلوماتٍ عن صخور القمر التي جاء بها روّادُ الفضاء من القمر، فما هي صفاتها؟

- لا تختلف صخورُ القمر بعد التحليل عن الصخور الأرضية بالعناصر، ولكن تختلف في نسب العناصر لبعضها.

.. ومن ماجد العبيان ويدرس علوم الإنسان في انجلترا: أُعِدّ بحثا عن دور «الكلب» في الحضارة الغربية، وأعيتني نقظة علاقة الكلب برموز من المشاهير الغربيين، ولم يسعفني الانترنت، فهل تفيدني بالموضوع؟

- أبشر يا ماجد، وأوصي الباحثين بعدم الاعتماد الكلي على الانترنت، فعليهم بالمراجع المفصلة المكتوبة بالمكتبات الكبرى، وأرسلت لك عناوين مراجع ستفيدك.. وعلى أي حال خذ: كان الرسامُ والنحات الشهير الإيطالي «مايكل أنجلو» يصاحبه كلبه حين كان يرسم مشاهد بدء الكون الإنجيلي في قبة كنيسة «سيستين»، وكان كلبه يقعي منتظرا، ولا يذهب إلا لما يعود معه.

وكان للموسيقار «ريتشارد فاجنر» كلبٌ أثيرٌ يجلس وسط الحضور عندما يؤدي سييمفونياته على المسرح، ولا يترك مقعدَه إلا عندما يهم سيدُه بالانصراف. أما الموسيقار «شوبان»، فقد أهدى إحدى مقطوعاته من نوع (الفالس) إلى كلب صديقته الكاتبة الفرنسية «جورج ساند». وكان نابليون بذهب لفتوحاته وغزواته يصاحبه كلبه العزيز «لوريل».

كيف تصنف سكان استراليا الأصليين؟

- تقصد ضمن مجموعات سلالات الإنسانية المعروفة: الزنجية، القوقازية، والمغولية؟

الحقيقة هم خارج التصنيف المعروف ضمن النظريات الانثربولوجية التي اطلعت عليها.. ويقال أنهم بالأصل قبائل هاجرت من الشرق الجنوبي من آسيا.

.. ومن «بنات سيهات»، كما أسمين أنفسهن: كتبت عن الشاعر الكبير الشيخ «جعفر الخطي»، فهل لديك دراسة أو بحث مفصل عنه؟

- لا، أنا لم أقم بدراسةٍ ولا بحث، مجرد تعليق على جهد كبير قام به الباحثُ والمفكرُ والأديب والشاعر الصديق «عدنان العوامي» أمدّ الله بعلمِه وعمله.. ولكني وأنا أطالع في أثر الشيخ الخطي وجدتُ بيتا قد يعجبكن، فهو يقول: هلاّ سألتَ الربعَ من سيهــــاتِ عن تلكم الفتيــانِ والفتيــاتِ حيث المسامع لا تكاد تفيقُ من ترجيعِ نوتيٍّ وصـــــوتِ حداةِ

هل هناك شاعر اسمه (علي التاروتي)؟

- أحيل السؤال لصديقي وأستاذي عدنان العوامي، فما عرفت من بحثي القليل، وصادفت اسمه في مراجع متفرقة، وأعجبني له هذا القول عن الأحساء: سمعا مهفهفة «الهفوف» من «هـَجَر» أنغمةُ الصوتِ ذا أم رنـَّة الوترِ ووجدت أيضا شاعرا مطبوعا رقيقا آخر اسمه «علي البحراني» وتأمَّلـْن رقـّته بهذا البيت: يا نسيم الريحِ إن جئت «المقاما» فابلغنَ عن أحبابي السلاما

() مسابقة الأسبوع: وصلتني من العم زامل العبدالله الزامل ( أبو أسامة) بصفتَه، كما نوَّه، كقاريءٍ من القـُرّاء، هذا اللغز: «عبدالله وسعد أصدقاء، عبدالله لديه بنت اسمها سارة، وسعد لديه ابنة اسمها نورة. فتزوج عبدالله نورة، وتزوج سعد سارة. سارة أنجبت طفلا، وأنجبت نورة طفلا، فما هي صلة القرابة بين الطفلين؟

تعقيبات: ( ) يسافر الضوءُ في الكون بسرعة 186ألف ميل، يعني لما نرى الشمس الآن فنحن نراها متأخرين بثمان دقائق، وهي المدة التي تقطع أشعة الشمس المسافة كي تصل لعيوننا على الأرض. وبالتلسكوبات القوية الآن نرى نجوما كانت من ملايين السنين، وعندما نضيف لها الصفائح الفوتوغرافية الحساسة نرى التاريخ الكوني بعمق مذهل يصل لبلايين السنين.

( ) بالنسبة لصخور القمر، فنسبة اليورانيوم إلى البوتاسيوم مثلا في صخور القمر أكثر بأربعة أضعاف عن صخور الأرض. والذي أدهش العلماء أن الصخورَ القمرية لم تتأثر بفعل عوامل التعرية أبدا، فالصخورُ التي جلبها روادُ الفضاء لم تنقص مليمترا واحدا منذ ثلاثة بلايين السنين.. يا للعجب! أما «مارك توين» الكاتب الأمريكي الساخر الشهير فيقول: « إذا أطعمتَ كلباً جائعا فلن بعضك ابدا، وهذا هو الفرق بين الإنسان.. والكلب!»

( ) فليعرف القراءُ أن شعراءَ الخليج مقدمون جدا، وكان شعرهم يتصف بالجودة والتبرّح بالموطن.. ومنهم طرفة بن العبد الذي تعرفونه بمعلقته التي أولها: لخولة أطلالٌ برقة ثهمد تلوحُ كباقي الوشم فى ظاهر اليدِ وكانت أخته أيضا شاعرة ( هل أقول فحلة؟!)، ويتصف الشعرُ الخليجي من القدم حتى المعاصرين، بالوفاء لأرضهم والحنين لقومهم لكثرة اسفارهم وطولها، واسمع من المعاصرين، الشاعرَ عبدالله عبدالقادر يقول: لقد غادرتُ في هجـَرَ فـؤادي وإن أمسيتُ في أرضٍ سواها بها أهلي وجيراني وصحبي سقاها اللهً من بلدٍ سـقـــــاهـا

في أمان الله..