سنة النشر : 22/08/2008 الصحيفة : اليوم
اليوم يحق لي أن أفخر بقراء اسألوني، فانظروا من فضلكم برقي الأسئلة ...
كما وردتني هذه الرسالة الجميلة من «هالة الخطيب» أضعها هنا بفخر: «أستاذ نجيب ، ليس لدي الكثير لأقوله ، بعد ما يقرب العام اردت ان اكتب رسالتي هذه لأقول لك شكرا أستاذي فبين مئات الأسئلة التي اجبت عنها في زاويتك كانت أسئلتي هناك بينها والتي حتما لا تذكرها .
ولكن بعد عام غيّرت كلماتك حياتي ، واختلفت الحياة .. لا ، هي حقا لم تختلف بل اختلف شيء في داخلي إلى الأفضل .
ومازالت قصاصة الورق من تلك الجريدة بل تلك الزاوية بالتحديد تغير فيّ الكثير كلما قرأتها .
شكرا أستاذ نجيب من لا يشكر الناس لا يشكر الله . «لو لم تأتني مكافأة من (اسألوني) إلا هذه الرسالة لكفاني .. وزاد .
.. من قارئ الزاوية المتابع أبو عصام هذه الأسئلة :
هل هناك رواية باسم قلقامش ؟
- ليست رواية ولكن ملحمة آشورية وأجبت عنها هنا بنوع من الإفاضة من قبل .
لماذا أطلق على جزيرة دلمون أرض الخلود والجنة ؟
- وهو الاسم القديم لجزيرة البحرين، ولم تسم حقا بجزيرة الخلود إلا بقصيدة قديمة وجدها مؤرخ اركيولوجي انجليزي .. وأيضا قيل ان حضارات ما بين النهرين وحتى الفينيقيين استخدموها منفى لمن لا يريدون .. ويجب أن تعلم أن دلمون تاريخا لم تدقق بعد بالعلم اليقين .
وهذه الأسئلة من العبقرية الصغيرة سلوى – الوكرة – قطر :
أريد أن أعرف إذا كان كُتاب مصر الكبار يدخنون السجائر مثل العقاد وطه حسين وأحمد أمين والمازني وتوفيق الحكيم ؟
- سؤال غريب، وطويل يا سلوى، ولكني أحترم ذكاءك وغرابة فضولك.. طيب نأخذهم واحدا واحدا .
طه حسين : كان مدخنا شرها يحرص على النوع الفرنسي لأنه «يشك» في جودة السجائر المحلية» على نظريته الديكارتية ، وهو كما تعرفين أعمى لذا فهو يملي كتاباته ، ولا يقف عن التدخين إلا بعد انتهاء الإملاء .
العقاد : كان يدخن، ولكنه ليس مدمنا، ويقبـُل السجائر في «ديوانه» من مريديه ومن صديقه المازني . وانقطع عنه في عقده الأخير .
أحمد أمين : لم يُشـَر أبدا لتناوله السجائر بكل ما قرأت عنه، وله. وحسب «رسالته» أعتقد أنه لا يدخن .
المازني : يدخن.. حتى «قبضته الريح»!
توفيق الحكيم : يبحث عن السيجارة حتى لو طلع «مع أبيه فوق الشجرة.» وحتى بعد «عودة الوعي.»
ومن المثقف «القنصل السعودي»، هذه الأسئلة :
ما منصب الشيخ محمد عبده ؟
- كان الشيخ محمد عبده هو «المفتي الأكبر»، وكان مديرا لجامعة الأزهر.
هل كان يشوب صحة إسلامه بعض الشوائب ؟
- يا رجل من أنا كي أحكم على واحدٍ من أكبر علماء الإسلام في عصورنا الحالية، ولكني أعرف أنه مصلحٌ عظيم، وعالم دين تفتـّح على العصر، ومسلم شديد التمسك بالسُنة.
قرأت هذه الجملة بكتابٍ عن الشيخ محمد عبده : « وكان الشيخ قد خرج في محاضراته وطرق تدريسه عن الاسكولائية الأزهرية.فما معنى الأسكولائية وما هو عمق معناها ؟
- واضح فذلكة الكاتب للأسف فهو يريد أن يقول انه خرج عن المدرسة الأزهرية، ولكن أخذته دوخة زهوٍ بالمفردة الأجنبية من كلمة سكول ، وتعني مدرسة .. ولا عمق ولا يحزنون..
ومن «المثقف الاحسائي» والذي وعدني ان «يتحف» اسألوني بأسئلته وأظنه صدق .. لماذ يعمد أكثر عباقرة الأدب إلى مناكفة الأديان، هل هذا هو طريق الشهرة الوحيد ؟
- ليس أكثرهم، وهذا أكيد .. ولكن قلة منهم . وهم ليسوا عباقرة بأي حالة ، على الأقل في ظرف «المناكفة» هذا بل إما خُبلٌ أو زهو الغرور.. أو التماوت على الشهرة لقلة الحظ بالموهبة.
ما هو الدور الاجتماعي للكاتب؟
- أن يجعل مجتمعه يعمل.. لا أن يقرأ فقط، أو يسلمه للإحباط والغضب. عليه أن يعلمه كيف يبقى ويتطور وينافس.
.. ومن أيمن عبدالله باقادر، ونشكره على اسئلته التي تدل على تنورٍ وبصيرة : ومن المعذبة : أمي تحتقرني وتعامل اخوتي الذكور حتى الأصغر مني بطريقة أرقى من التعامل معي، وأكره حياتي لأن أمي أقرب الناس تحتقرني؟
- لو استطعتُ لحلفتُ أن أمك تحبك، ولكن لا حل لأنها هي خلاصة تربية من قبلك شرّبتها هذه المفاهيم، فلاطفي أمك واقتربي إليها فهي أيضا تحتاج اهتماما، وأنا متأكد أن ابنتك لن تلقى نفس المعاملة منكِ بالمستقبل وهذا الأهم : أن نصنع المستقبل !
في أمان الله ..