سنة النشر : 25/07/2008 الصحيفة : اليوم
يبدو أن المسلسلات التركية أحدثت إرباكا في كثير من عقليات الناس هنا، وبالذات البنات، فقد وردتني أسئلة غريبة جدا عن أبطال المسلسلات التركية لم أعرف بعضها.. هزلها من جدها، ولكنها فعلا تنبيء عن شيء ما، وهذا الشيء ليس جيدا أبدا، وعلى المرشدين الاجتماعيين والتربويين التنبه لأسباب ذلك.
وأختار من الأسئلة العاقلة حول رد الفعل عند المشاهدين.. فهذه الأسئلة من السيد مبارك العذلان: بماذا تفسر انجذاب النساء لمهند؟
- بما أني لا أتابع هذه المسلسلات فلا أعرف من مهند، ولكن وجدت الإجابة عند كل من سألت بأنه فتى تركي وسيم وكان فتى غلاف في السابق، وهذه ليست سابقة يا مبارك فإعجاب الفتيات والصبيان بالمشاهير ليس جديدا.. لذا فهم يحتاجون توجيها لا تأنيبا ولا تعليقا مزريا.
لماذا تعلق الناس بالمسلسلات التركية؟
- كما تعلق الناس من قبل بالمسلسلات المكسيكية هو الولع في التغيير والفضول بالجديد، وأعرف من يتابعون إدمانا مسلسلا كوريا وآخر يابانيا...
هل فعلا هذا هو الذي زاد حركة السياحة الخليجية لتركيا؟
- ربما، ولم لا؟ إن الافتتان بأبطال القصص ليس مستغربا، بل هو حالة من الكلاسيكيات المعروفة، وأروي لك يا مبارك ما حدث لشباب أوربا أيام كتب «غوته» قصته الخالدة (آلام فرتر) وكيف أنه لما فشل فرتر في حبه ارتدى زيا جميلا وذهب للغابة وأطلق الرصاص على رأسه من بندقيته. ثم صارت حُمى عمّت أوروبا، كل الشبابِ العاطفيين يذهبون إلى الغابات ويرتدون نفس زي فرتر وينتحرون برصاصة في رؤوسهم.. فيا حليل ربعنا!
ومن خالدة الغامدي هذه الأسئلة: متى بدأت تركيا بالابتعاد عن الروح العربية؟
- أحسنتِ يا خالدة. بدأ ذلك بشدة بعد الحرب الكونية الأولى، ابتعدت تركيا عن العالم العربي، واللسان العربي، والحروف العربية، وعن مسئوليتها الإسلامية بنبذ الخلافة.. وارتفعت بيارق التتريك.
.. وما سببُ هذا الابتعاد؟
- من الصعب التحديد من ناحية إنسانية، ولكن يبدو أن رجلا له ولع بالغرب ويملك تأثيرا جماليا آسرا على الناس قاد إرهاص تغيير عارم في تركيا وهو كمال أتاتورك، وأقنع الأتراك بأن العرب والإسلام هما سبب تخلف تركيا.. والحقيقة كان نجاحه مذهلا!
من أكثر من كتب عن العلاقات العربية التركية؟
- ربما يكون المؤرخ العلامة «شفيق غربال» يا خالدة وهو المختص بالتاريخ الحديث هو أفضل المراجع العربية بالعلاقات التركية العربية وهو صاحب نظرةٍ موسوعية في هذا المجال.
.. و»مسعدة» تقول: شاهدتك بقناة الراي الكويتية تتكلم عن نيتشه، وارجو أن تجيبني عن هذه الأسئلة ملتزمة بقانون عروب:
ما هو «رحيق» فلسفة نيتشه؟
- حلوة «رحيق» هذه يا مسعدة، والحقيقة أن فلسفته علقم. أنقل لك من كتابه الشهير»هكذا تكلم زرداشست»، فهو يقول: « أحبوا السلامَ كوسيلةٍ لتجديد الحروب. وكلما قصرت مدة السلام كان ذلك افضل. أنا أبدا لا أنصحكم بالسلام، بل أطلب منكم الظفرَ والانتصار». ونيتشه يكره ويمقت المروءة والخير والمحبة والرأفة.. أرأيتِ يا مسعدة أنه ليس رحيقا!
وتكلمت أنه مجّد السوبرمان فماذا يقصد نيتشه بالسوبرمان؟
- هو عند نيتشه:» غاية الوجود، بل على كل الوجود الفناء كي يظهر السوبرمان، (أي الرجل المتفوق.) ونيتشه يقول ان الإنسان العادي يجب أن ينفق ليبقى الإنسان الفائق. ويقول أيضا:» توقفوا عن ذكر الآلهة كلها، فليس لكم إلا السوبرمان. وطبعا انتهى مخبولا.. ولم يكن يوما سوبرمانا فهو يبكي ويقبل الأرض كي ترضى عنه حبيبته، ولم تفعل!
على ماذا تقوم فلسفة نيتشه؟
- تقوم على الآتي: الكراهية، الحقد، الكفر، وتحقير كل شيءٍ عداه!
.. وأستميحكم عذرا بإيراد أسئلة «الوردة العاشقة للورود»، فقط لتتطلعوا على بعض تغييرات تحصل لبناتنا وأولادنا: أنا أحب صديقتي، ولن أتزوج، ولن أجعلها تتزوج، فهل أنا سويـّة؟
- أنتِ لست سوية، وصداقتكِ ليست سوية، وسؤالكِ ليس سويـّا.. فهل هذا كافٍ كي ترجعي.. سويّة!
ألم يقل نزار قباني أن تحاب النساء كحُب التفاح للتفاح؟
- كلي التفاحَ فهو مغذٍّ يا وردة، واتركي هذه القصائد لأنها غير مغذية!
ألا ينجذب الجمالُ لبعضهِ؟
- بقطبين متشابهين؟ علميا: مستحيل.. أخلاقيا: عيب!
.. وعلى النقيض اسئلة سائغة ومريحة من «عاشقة زوجها»: أحب أن أصادق زوجي، وهو يقول أن الصداقة غير الزواج؟
- أقول لزوجك: لا تخسر أجمل أنواع الصداقة!
أحب أن أرتدي ملابس زوجي قبل غسلها، هل هذا تصرفٌ عاقل؟
- ها.. أعتقد أنه تصرف فوق الصحيح: إنه الحبُّ في أقصاه!
شيء واحد لا أحبه في زوجي أنه يدخن، ويقول ان هذا سيساعده على إنزال وزنه، ما رأيك؟
- نعم ينقص وزن المدخن.. عندما يفقد رئته!
في أمان الله..