يسألونك
سنة النشر : 17/12/2005
الصحيفة : اليوم
.. كتب الأستاذُ الكبير محمد العلي مقالا بعنوان (يسألونك) في يوم الأربعاء الرابع عشر من الشهر الجاري، عن زميل للأستاذ له زاوية أسبوعية بعنوان اسألوني. ويكتب السيد العلي أنه صُعق عندما قرأها أول مرة ( أي العنوان: اسألوني) .. وبما أني أعرف جيدا زميل الأستاذ العلي صاحب اسألوني، فقد انتدبني اليوم لأتكلم باسمه.
لقد كانت فرحة زميل الأستاذ العلي لا توصف بأن رجلا بقدره ورجاحة فكره، وعمق تأصل تاريخه يتواضع ويخلع عليه صفة الزميل، وإن كان لهذا الزميل أن يخرج عن طبعه ويتطاول فخرا، فلأنه الآن استحق أن يكون زميلا للأستاذ العلـَم محمد العلي.
ولقد خفنا على الزميل الآن من فرط التيه وسكرة السرور أن يختلط عقله، لأن زاوية اسألوني وصلت بأن تعلو بطيوف قارئيها إلى مستوى أن يقرأها ويتابعها السيد محمد العلي ( الذي وصفها زمنيا بالأسبوعية، مما يدل على المتابعة الدورية).
ويستغرب الزميلُ أن يستند العلي إلى قوله تعالى (يسألونك) وهو يورد هذه الجملة: (فالقرآن ليس فيه كلمة (اسألوني) أي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يقلها في حين أنه قادر على ذلك. وهنا، كما قال لي الزميل، إنه صعق فعلا أضعاف ما صعق الأستاذ الكبير، فكلمة يسألونك هي من الله تعالى مخاطبا نبيه، ثم إن النبي الكريم لا يملك فعلا أن يقدر على تغيير أي كلمة قرآنية حتى لو أراد، لأن القرآن كلام الله وليس كلام نبينا الكريم.
ويقول الأستاذ: (إن الأسئلة أسرار بأجنحة طليقة ( ولم يفهم الزميل معنى هذه الجملة بحكم ضيق فهمه) قد تكون على صواب أو على خطأ.. أما الأجوبة فعليها أن تخضع لميزان الخطأ والصواب).
والزميل يقول إن هذا كلام لا يختلف عليه اثنان، وبالتالي فإنه يتحرى الصواب في إجاباته، ليس لأنه قطب المعارف، بل لأنه يتحرى النقل الصحيح، والزميل يتابع قوائم نشر الكتب في الدور الكبرى العالمية ويحرص على أن يقرأ أذيعها على القوائم في أكثر من ميدان، ويقدم كتابا أسبوعيا ضمن زاوية أسبوعية له في جريدة الاقتصادية بعنوان مقتطفات الجمعة، وفي مكتبته أربع مجموعات من أشهر الموسوعات العالمية، وفيها مئات العناوين باللغتين العربية والإنجليزية، ويشترك في مجلات علمية وإدارية وفكرية شهيرة مثل الأمريكان ساينتست، وهارفرد رفيو، والناشيونال جيوغرافي.. وغيرها، ولذا فإن النقل الموثق متاح له ، ومع ذلك فإنه يتمتع بقابلية كبيرة للخطأ، ولكم تمنى لو أن العلي أعطى مثالا واحدا خاطئا من إجابات الزميل حتى يكون الدرس مدلـّلا وواضحا للزميل بدل التهمة العائمة. وكثير من سائلي الزميل يجادلون ويصححون، وأحيانا يهاتفه متلقي الزاوية الأستاذ أحمد سماحة، ويلقي رأيا أو تعديلا ويثبت ذلك. ونطلب من السيد العلي كحق للزميل، وكحق عليه أن يرصد أخطاء الزميل ويصححها، وله الامتنان الكبير، وبما أن الزاوية مشهرة فلا جدال أن التصحيح لا بد أن يكون مشهرا أيضا. ثم إن هناك شواهد مثبتة بأن الزميل تراجع عن إجابات عدة أسئلة، وأحالها لأهل الاختصاص.
يقول الأستاذ: (من يقرأ التاريخ ير بأم عينيه وأم فكره وذاكرته المصائب الهائلة التي جرها على البشرية الجواب الخاطئ) يا إلهي! فالزميلُ، بما أن كل المقال مقصور على زاوية اسألوني، قد جير هذا الكلام بأن (اسألوني) قد يصل أثرُها مبلغاً عظيماً بحيث تهدد الحضارة البشرية.. ولقد بالغ السيد العلي يرحمه الله في رفع أثر هذه الزاوية المتوارية الخجول. وبذا نقول إن أحدا لم يمدح الزاوية كما فعل الأستاذ.
ويقول الأستاذ: (نقترح على الزميل بود أن يغير عنوان زاويته إلى "يسألونك". وهنا قد يصعق الأستاذُ مرة أخرى - حماه الله من الصواعق- فإن اسم الزاوية هو ليس من مسميات الزميل ولكنه جاء مقننا ومقولبا وخالصا من الأستاذ محمد الوعيل، أي أنهم في التحرير اقترحوا إضافة زاوية باسم اسألوني، ثم رأوا أن من يصلح لها -عفا الله عنهم- هو زميل الأستاذ محمد العلي. فزميلك يا أستاذ، إذا، بريء من تهمة ارتكاب اسم الزاوية، وننقل طلب الأستاذ بتغيير المسمى إلى زميله الأستاذ محمد الوعيل.
ويقول الأستاذ: (أن يغير عنوان زاويته إلى (اسألوني) فهي على الأقل كلمة قرآنية). لم يفهم الزميل معنىً لإيراد كلمة (على الأقل).