سنة النشر : 28/10/2005 الصحيفة : اليوم
* ومن الأستاذ المثقف ف0ع الهاجري من أرامكو ، تأتي أسئلة جدلية جدا، ومعرفية، وأظن أنه يحاورني عن طريق أسئلته أكثر من تحري المعلومة، أترككم مع السيد الهاجري الذي سمى نفسه "نديم اسألوني".. ونعم النديم! مع "أسئلة" النديم: - لقد قرأت نقدا قديما ضد سلامة موسى المفكر المصري من مفكر ديني متصلب اسمه محمد الههياوي، ناعتا إياه بـ"البلشفيكي الملحد".. وأرجو منك الآن إجابة كل "سؤال!" على حدة:
* لماذا نعته بالبلشفيكي، ثم ألا تظن أن هذه التسمية هي أفضل من التسمية "المعروفة حاليا"؟
- يقصد السيد الهاجري أن الشيوعية كانت تسمى في بدايات القرن المنصرم بالبلشفية وتعني بالروسية "الأغلبية" وهم القسم الذي انفصل عن حزب العمل الروسي وانضوى تحت راية "لينين". وبالتالي فإن "النديم" يريد أن يعمم هذا الصفة عوضا عن الشيوعية الماركسية. وأعتقد يا سيد فهد إن ما تعورف عليه باسم الشيوعية هو الأصح ..لأنه اسم النظرية.. والبلاشفة كانت صفة لناس.
*هل كان يصح أن يرمي الناقد صفة ملحد على سلامة موسى برغم نظرياته العلمانية المعروفة؟
- رغم تحمس موسى الشديد للأفكار الاشتراكية في الاجتماع والسياسة والأدب، فإني لم أجد في كتابات سلامة موسى دعوة صريحة للإلحاد، بل قرأت عن توفيق الحكيم أن موسى كان "مسيحيا مؤمنا". وأنا ضد إلقاء التهم، فكيف بتهمة بهذا الهول؟! - أترى أن محمد الههياوي، يصور عقليات حاضرة عندنا الآن؟ - دعني أعرف القراء به أولا، فهو معاصر سلامة موسى وهو في آخر الخط ضد أفكار سلامة دينيا واجتماعيا، هو أزهري متأنق عريق اللغة والأسلوب لم يذع اسمه كثيرا، وكان شديد التعصب لآرائه لحد السباب والحدة على خصومة. أما إجابة لتساؤلك عن أن تعصبه يصور عقليات حاضرة، فأنا تأييدا أقول: انه لا يخلو من التعصب أي عصر من العصور. - وكتب لي بالإنجليزية: زTheology after all in any time and place, shields its self with the dispensation of infallibilityز - أي أن "الأديان في أي زمن ومكان تحتمي وراء العصمة عن الخطأ". وأقول للنديم ان "استحالة الخطأ Infallibility هي من ضمن النظام المقدس الكنسي الكاثوليكي، ولكن ليس في الإسلام حيث لا عصمة لبشر. باعتقادي، إن ادعى أحد العصمة له أو لأحد آخر فقد خالف الإسلام.. ..
ومن الأستاذة خ. الزامل وردت الأسئلة التالية:
* أريد نبذة عن منطقة الأهواز " الأحواز" سكانها، أصولها، مذهبهم، أهمية منطقتهم؟
- الأهواز مدينة بمنطقة خوزستان جنوب غرب إيران، تقع على نهر اسمه قارون. "وأشم" من تساؤلك أنك تشيرين إلى القوميات العربية " أكثرهم من أصول نجدية" التي تقيم في بعض أنحاء المنطقة ودينهم الإسلام.. على أني سأورد في مقال منفصل تفصيلا عن شعوب هذه المنطقة قريبا.. إنما من جانب آخر أود أن تعلمي أن الأهواز في القرون الوسيطة أثناء الحكم العربي مدينة تجارية زاهرة تربط آسيا البعيدة والأمم الأخرى.. ويؤكد الأركلوجيون أنها تقف على أطلال مدينة فارسية قديمة دارسة.
* لماذا تربط الفلسفة بالصراع الأيديولوجي؟
- لا أظن أن الصراع الأيدلوجي له علاقة بالفلسفة، إلا من ناحية الفلسفة الحضارية المقارنة كعلم. فالفلسفة علم يعتمد المنطق السببي والرياضي والتأمل. وإذا الصراعَ والفلسفة لا يجتمعان!
* هل صحيح أن فلسفة ابن رشد مادية قاعدتها العلم؟
- إنما هي علمية قاعدتها العقل.
* هل شرع ابن رشد بثنائية ظاهرة القرآن وباطنه؟
- هذا الأمر معقد يا أستاذة.. فابن رشد بنى ارتكازه على تفسير أرسطو، ولكن كان مسربا أحيانا لتهريب بعض أفكاره.. وفي وقته كانت الظاهرية التي أشاعها ابن حزم الذي بدأ شافعيا شائعة في الأندلس، والباطنية في الشرق المسلم.. وكفيلسوف خاض بأدواته العقلية بين المذهبين ولم يشرع وإنما قدم الشروح، وما أثرتيه ربما يصح على "ابن عربي" الصوفي الذي كان في العبادة والمعاملة ظاهريا، وفي العقائد باطنيا.
* نسمع عن الآشوريين في العراق، فهل الآشورية دين؟
إيمان حسان- المدينة المنورة - الآشورية في الأصل لغة قديمة سامية من المجموعة الأكادية، لقوم سكنوا بقرون قبل الميلاد في أعالي نهر دجلة. وهي ليست دينا بل قومية من القوميات التي تعيش في العراق، وأكثرهم من المسيحيين.
* يقول الطبيب أن أبي مصاب بتشمع الكبد، ماذا يعني، وهل هو خطير؟
- بدرية الحوسي - يقال إن الكبد تشمع إذا أصيب بمرض مزمن، ونتج عن ذلك تحطيم عام في مكوناته الخلوية، وزيادة في الأنسجة الليفية، واختلال عام في تكوينه الهندسي، ومن أسبابه، المشروبات الروحية، والتهابات الكبد المعدية، انسداد قنوات المرارة، بعض أمراض القلب، والطفيليات الكبدية. وحسب علمي أن العلاج هو فقط الاستدراكي أي معالجة المضاعفات.. ولكن المبشرات الطبية كبيرة في المجال، وهناك زراعة الكبد التي تزرع بنجاح الآن في المملكة. شفاه الله ودعائي، ودعاء كل من يقرأ الزاوية بأن يخفف عنه.
* اختلفنا عن من هم أصحاب الأخدود، هل يمكن أن تفيدنا؟
شلة الخير - أولا أعجبني اسم جماعتكم، ولن أجيب إلا عن هذا السؤال من لائحة أسئلتكم لهذا اليوم، لأن باقي الأسئلة تتطلب فقها شرعيا متخصصا لا أملكه. أما أصحاب الأخدود فقد اختلفت التفاسير وأرجحها -في رأيي- أنهم جماعة من أمراء اليمن شقوا شقا في الأرض "الأخدود" أرادوا الانتقام ممن أسلموا من نصارى نجران، فألقوهم فيه واحدا بعد الآخر. أدام الله حسن جمعتكم.
* هل الصداقة علاج للأحزان، أم ترفيه عن الأحزان؟
منيرة السبيعي - هذا من أجمل وأبلغ الأسئلة، وأنت منيرة قلبا وعقلا واسما. وأترجم لك شعرا من الإنجليزية، أرى أنه يلائم ذائقتك الراقية، وذائقة قراء الزاوية..
واختم به زاوية اليوم: نحن أصدقاء ليس من أجل البسمات التي نطلقها ولكن من أجل الدموع التي نمنعها ونحن أصدقاء ليس من أجل أفكارنا التي نقولها ولكن من أجل كلمات لم نقلها ونحن أصدقاء لأننا لا نشتاق لما عملناه معا ولكن من أجل ما نكونه معا!
..مع السلامة