غزالة

سنة النشر : 26/09/2004 الصحيفة : اليوم

 
أسدٌ علي .. أحب الأسئلة التي تأتي بريدي لزاوية اسألوني، وصار السائلون يفتحون لي مواضيع تستحق التأمل والمراجعة وإضافة المزيد، فقد سألني السيد "فاضل العمري" عن مناسبة وقائل هذا البيت: أسد علي وفي الحروب نعامةٌ فتخاء تنفر من صفير الصافر ..
 
أما قائل البي ت فهو شاعر لم أستطع معرفة اسمه، فليعذرني السيد العمري، وربما تبرع أحد بإبلاغنا، أما المناسبة فإني أعرفها جيدا لأني مهتم وأقرأ كثيرا عن دور المرأة في الإسلام، وأؤكد عليه فيما أكتب في الصحف الأجنبية متى ما تيسر لي ذلك.
 
فالقصة هي أن الحجاج كان جبار عصره، وكان سفاحا لا يعرف الرحمة الإنسانية وكانت العرب ترتجف من مجرد ذكر اسمه فكيف بمواجهته.
 
وكانت هناك امرأة كالأسطورة ولكن حقيقية وهي "غزالة الحرورية" صاحبة عقيدة لا تتزلزل، ترأست جيشا - بين أفراده عشرات من النساء اعتقلن الرماح وتقلدن السيوف- دخل الجيش على الحجاج في الكوفة، فاضطر الحجاج من سطوة الهجوم أن يتحصن في قصر الامارة..
 
لذا عيّره الشاعر بذلك البيت، وأكمله ببيت ثان: هلا برزت إلى "غزالة"في الوغى بل كان قلبك في جناحي طائرلم تكن المرأة في الإسلام إلا موصوفة بالقوة وثبات العقيدة، وسلامة العاطفة، وسلامة العاطفة معناها الحقيقي هو نقيض ما يقولون عن ضعف المرأة لغلبة العاطفة البلهاء، سلامة العاطفة هي التي جعلت أسماء بنت أبي بكر تقول لابنها، لقطعة فؤادها، كلاما يقلع القلوب: " القتل يا بني أحسن، كم خلودك في الدنيا؟!"
 
المرأة السليمة العاطفة الراسخة الوجدان هي التي أرادها الإسلام ، وليست هي التي أضعفناها نحن وضيعنا ثقتها بنفسها وحبسناها روحا مكسورة.. ثم نسينا قوتها الكامنة.. الذي يرهقنا.. أن نساء اليوم نسين ذلك!