ويسمونه موهبة وفنًا
سنة النشر : 16/04/2000
الصحيفة : عكاظ
هذا الشعر الذي يسمى حرا.. والذي يسمى أحيانا شعرا منثورا.. فإنه حر بأن يكون حرا وليس حرا ابدا بأن يكون شعرا.. وإن لنا أن نمضي أكثر في ذلك لنقول أن من ينصرف الى هذا النوع من الكتابة وبدون اي تجربة حقيقية مسبقة.. لهو هروب من العجز الى العجز كما أن السمفونية ، وقطع الموسيقى الموزونة هي فن انساني يشرع الحواس المادية، والحواس الاميرية فإن الدق على أي شيء باي شيء وارغسام الاذن على تحمله وارغام المدرك الانساني على الانتشاء به.. لهو من ضروب اللهو والهزل.. هروب كما أسلفنا من العجز إلى العبن وان اللوحات الكلاسيكة الممهورة بابداع الخيال البشري وقدرة الفنان على تجسيد اللون، والحركة والموضوع وصهره في هذا الإطار الجمالي العميق هي التي تستقبلها الذائقة الفنية لدى كل منا وتترك الأثر العابق في الذهن والذاكرة المخزنة مباشرة وبدون وساطة شارح او تدخل و تمنطق ناقد.
وأن هذا الفن الذي بدأ سورياليا اي فوق الواقع ، وهي تسمية هروبية ترتمي في الغيب الضائع غيب الذهن وغيب القدرة وانتهى عربدة خطوط وشطحات غائبة الاعداد. وخيالا مجدبا والاهم ضياع وفقدان القدرة الفنية التي تخلق موهبة مع خلق الفنان موهبة من الخام الثمين لتصقل علما وخبرة ولتخرج الريشة بالروائع التي عرفناها.. وارتدنا بهذه المعرفة اما هذه الانكسارات والتهويشات التي تسمى كل يوم باسم.. في كما أيضا أسلفنا هروب من العجز الى العجز. إن كنت تعرف محمود تيمور ، فانه من رواد القصة القصيرة في مصر... وبرع فيها خيالا واسلوبا وحبتة. وكتابة.. وتمرس في صنعته هذه واجادها ولمع في اتقانها. لا ادري لماذا حدثته نفسه بأن يكتب قصة من الشعر المنشور.. لو قرأتها لاسفت لها و لكاتبها.. هنا هروب من القدرة الى العجز واصعب ما يكون على القادر ان يرتكب عجزًا!