الجوهرة المدفونة

سنة النشر : 22/12/1999 الصحيفة : عكاظ

 
في كل منا موهبة تختلف مساحاتها وتتفاوت اعماقها في الاغوار النفسية.. أي أن كلا منا موهوب بجانب من الجوانب الضفاتية البشرية.. وانها خسارة لا يمكن تخيلها للمسيرة الانسانية، لو عرفنا، ولو أحصينا المواهب التي دفنت مع اصحابها ، ولم تخرج من مكامنها أبدا..! وشبيه بتلك الخسارة المواهب التي كافحت وقاتلت كي تتلمس اطراف النور.. ولم يقدر لها ابدأ أن تضيء!... أو أنها أضاءت كلمعة في دجى... اشتعلت وخفتت كذلك تلك المواهب التي تراها حرفيا ، مرمية في الطرقات في انتظار من يأخذ بيدها، ليصقل من خاماتها.. ولكن ذلك المنقذ لا يجيء...
 
في مصر، اعترضني طفل لم تفلح كتل التراب في اخفاء ملامحه الصبيحة الوضيئة الباسمة، ولم تقهر الظروف الظالمة اشراقاته المرحة. لم يطلب مالاً مباشراً ، وانما فرض مبلغاً مقابلاً لطرف يلقيها ، متتابعة كالطلقات. رغم مأساوية المشهد ضحك من معي وضحكت اختلطت دموع الضحك.. ودموع الرثاء انما نجح الطفل باعجاز والتقطت يداه الصغيرتان المال الصغير ولم يلتقطه احد... وربما مازال ينزف الصحة. والنكات.
وكنت في دلهي وزودني مثقف عندي بأشعار بالانجليزية تضاعي روائع تشيلي و بيرون، وتفوق صورها كما بدا لي تهويمات "توماس إليوت". سالت من المبدع؟
 
وأشار الى شيخ محطم يستجدي في ناصية الميدان...