( دونت بُش.. يا حصّة!)

سنة النشر : 17/12/1999 الصحيفة : عكاظ

 
بعد قضاء عدة ساعات مع الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد في لقاء مفتوح وجلسة مع مجموعة من الإعلاميين، كانت هذه حصيلتي من الانطباعات: -
 
المشهد الأول:
 
الطبيب ( ۱): أخذتُ «الفايتال ساینس» لهذا "البيشنت" وحالته "ستيدي" يا دكتور.
 
الطبيب ( ۲): «أوكي» إذن دعه يأخذ «ريست» اليوم ويراجعني في "الأوت- بيشنت" غداً..
 
الطبيب ( 1) للمريض: أسمعت يا عمي ؟ وظائفك الحيوية مستقرة ، واليوم راحة.. وغدا تراجع العيادة الخارجية.
 
المريض: ولكن ما الحديث الذي دار بينكما ؟!!
 
المشهد الثاني:
 
في أحد المطاعم:
 
الأم: يالله سويتي كلي هذه القطعة «ون مور أونلي».
 
الطفلة: بس يا ماما ، أي أم قُل.. لا أريد المزيد.. « آي وانت توبلاي آآآه هذه الصرخة ممكن بالعربي). الأب يتنصح بالعربي ثم يلوي يده على ذقنه (بالانجليزي) قائلا للأم مدونت بش هير يا حصة!... يا الله يا ماما ( أي لأبنته). قو.. اند بلاي... مع ابتسامة واسعة بالانجليزية) ونظرة حادة للام ( بالعربي).....
 
ترى في المشهدين ظاهرة الخلط بلغتنا المحلية والكلمات والجمل الانجليزية ، وهي صارت ظاهرة بين فئات من المجتمع.. هذا لا يضر فقط باللغة العربية المتداولة.. ولكنها تقود الى الخلط العقلي.. والخلط النفسي وضياع الثوابت الشخصية التي تُشكل مجتمعنا... وخاصة للاطفال..
 
قد أجد عذرا للمشهد الأول بحكم مهنة الطبيبين.. مع أن الطبيب ( ۱) نقل نفس المعنى إلى المريض.. وكان بإمكانه أن يتبادله مع الطبيب ( ۲). أما لماذا تُرصع الأسرة في المشهد الثاني كلامها بكلمات انجليزية ؟ فأنا دونت نو