عدو الشعب
سنة النشر : 15/12/1999
الصحيفة : عكاظ
انحشرنا خمسة في المصعد الذي يسمح بركوب سبعة اشخاص في الظروف العادية واعني في الظروف العادية اي سبعة من نوي الأوزان المعقولة (يعني حتى أكثر من الوزن المثالي بقليل)...... غضب المصعد.. وحرن.. واطلق اصواتا نشازاً ونحن متعجبون من وقاحة هذا المصعد، وقلة ذوقه.. وكسله في اداء عمله.. فنحن فقط خمسة.. ولكن الكروش تعانق الكروش... والاكتاف المكتزة تلاصق الاكتاف الفائضة شحما... ولكن المصعد الغبي حسب مجموع اوزاننا ولم يعدنا كأشخاص محترمين وابناء عوائل... (قلة ادب تكنولوجية)!! رئيت لحال زملائي السمان في المصعد.. والحقيقة رثبت لقلوبهم التي تلهث وتشتغل بكامل طاقتها.. وفوق طاقتها، ليل نهار لإيصال الدم الى الاجزاء والاعطاف والترهلات الزائدة والمترامية الاطراف مضافة الى الجسم الاصلي.. أين مكتب العمل ؟ واين نقابات العمل التي تنادي بها منظمة التجارة ( ؟) ويزيد أعباء هذا القلب تلك الانابيب التي يضخ فيها الدم جاهداً.. فقد تراكمت على جدرانها هذه الطبقات الشمعية الصفراء التي تصد من سريان الدم في مجاريه.. فهل نلوم القلب.. بعد ان يطالب بالراحة لا بالطبع.. ولكن راحته القسرية هي توقف مفاجئ لالتقاط النفس في هذا العمل الابدي المضني.. إنها الذبحة القلبية.. فلقد ذبح شحمة.. وكسلا.. وهما... ويحز في قلبي وانظر الى ما نضيف اليه من اعمال اين محامو العمال؟ منظر الاطفال لا يستطيعون جر اجسادهم وقد ركبت عليها الشحوم.. ومن ( تزغيط) الامهات والشغالات و الكيدز مسيل.. والمكوث بارتخاء وهمود امام العاب التلفزيون والكمبيوتر.
لقد حرمنا بالسمنة والتعليف الخاطئ والبلادة الحركية اطفالنا من خفة الانطلاق.. وشقاوة العضلات ورنات ضحكاتهم وهم يتقافزون كالقطط والارانب الصغيرة.. إنتي اعلن هنا ان السمنة- عدو الشعب يهدد صحتنا وأموالنا.. وسعادتنا وان كانوا يجتمعون للسلام في المنطقة.. فلن اسمح للسلام مع السمنة!!.. وأن الأوان لكي اشفط كرشي!!