هذا العزيز.. جدًا..
سنة النشر : 23/11/1999
الصحيفة : عكاظ
هل هو صديقي قبل أن يكون قريبي؟ أم أنه قريبي قبل أن يكون صديقي... سؤال استهل التأكيد.. ولم يبدأ به للإستفسار. تأكيد أن هذا الإنسان أحبه محبة خاصة، ومحبة خالصة. إني أرى وجهه دوماً صبوحاً، مشعاً واني أجد في عينيه لمعات الخير ومن ابتسامته تبرق ومضات من النقاء. يملك تلك الجاذبية التي تجعلني لا أود رفع عيني حينما يقع ناظري عليه قلت له يوما ان في داخلك مولد لا يقف ينتج جمالاً ومحبة. ولم أسأل نفسي يوما لماذا أكن له ذلك الود العميق، ولماذا أنجذب إليه كما تنجذب اليراعات الضعيفة إلى النور المتوهج أراه دوما غالياً متسامي.. رغم إهابه الملموم إلا أني أراه باسقا عالياً.. ما أراه فيه دائماً في ازدياد وهو ذكي ناجح و عملي.. إنما كثيرون كذلك. وهو رب أسرة من الطراز النادر.. وهم على كل حال موجودون لكني لم أبحث عن جواب ، فالسؤال لم يطرح في الأصل اكتفيت في حمل حبه في فؤادي وإعجابي به في عقلي.. وكان هذا يكفيني إنشراحاً.. زاد من السعادة، ونفحات من الرضا...
إلى أن جاءني شخص؟ قال لي: هل فلان قريبك إني أحاول أن أراه بكل الوسائل وهو يمتنع ، لقد كان شرطه الايراني.. ووعدته إلا أنك تراني متحللاً من وعدي.. أن كل ما في الدينا لا يُعادل أن أراه وأقول له شكراً ؛ فقد علم أن ابنتي قدر الله أن تصاب بمرض عضال، وبدون معرفة أرسل إلى راغباً في علاجها على حسابه في أي مكان أختار؟ وكان عرضه فتح أبواب الرجاء وحصلت على موافقة رسمية لعلاجها.. وما زال عرضه رغم ذلك قائما.. وهل تعلم للمفارقة أن الشركة التي أعمل لديها رفضت حتى إعطائي إجازة لمرافقة ابنتي.. فرق لا يقاس وانتهى كلامه بنظرة رجاء قلت له: أنا آخر من يحرمه من أجره وسعادته کمؤمن وهو يقدم عمله.. صافياً.. حميما هذا العزيز زادت معزته.. بل ربما كان هذا إجابة للسؤال.. الذي لم أطرحه أصلا.. ليتنا مثله!