ليتنا مثلها
سنة النشر : 18/11/1999
الصحيفة : عكاظ
لطالما اعتززت بهذه الفتاة ولطالما قلت في سري، وفي علني، أن العالم مازال زاخرا بالخير.. فلا أبهى من الخير في إمابها.. ولا أسنى من الخير في مقاصدها ولا أكثر أخذا المنابع القلب في أفعالها، ما رأيت في حياتي هذه الملينة بالخبرات والمشاهدات والتجارب والمعارف ، في مثل برها بأبيها.. وتكريس حياتها.. كل حياتها من أجل العناية به.. ننسى كل يوم أنها شابة في أرحب استقبالات العمر. وأن العالم برمته ينتظر أمام عشبة منزلها.. لكنها ليست عازفة عن الحياة ولا عن دعوات النفس ، ولا عن مداعبات أحلام الصبا.. إنما تستغرق في حياة تغمرها بصفاء الرضا. وهناء الضمير.. وإملاء هذا القلب المحب البار.. ترى أياما أول سعادات الحياة تعلقت به وتعلق بها حتى صارت رؤاه و صارت دنياه. ولما يوما كتبت لها في مناسبة. وضعت أسطرا ما خرجت إلا من أفعالها وكانني كتبت الأجلي.. وليس لأجلها.. وهذا ما كتب:
،إلى...
لدائما اعتبرتك شيئا مني شيئا لصيقا مثل الاخت الصغرى وليت أن ذلك كان واقعا ولينه كان حقيقة... أخلاقياتك، وسلوكك وتلك العناصر المصفاة التي وضعها الله فيك تجعلك مجذبا للفخر والإعجاب المضمخ حبا منا... و من كل من حولك.
لو تدون الأشياء.. لو تُسجل الأحدالله ، لكانت سيرتك في البر وفي الإيثار وفي إغفال الذات والأهم في قدرتك. الغريبة. التي لا تنضب في إعطاء الآخرين ، مثالاً زمنيا لأرفع مناصب المبرة والتفاني والحب...
نشكر الله ونحمده على الدوام لإنك منا.. واختنا.. ولأنك النادرة ، التي قبل أن يزداد حسبنا لها كل يوم ، إنما يتعاظم إعجابنا بها كل لحظة ولما أردت أن أقدم لك شيئًا ، احترت والله من ذا يعطي البحر قطرة ؟ ومن ذا يرشق في السماء نجمة و من ذا يرمي على قرص الشمس قبس ضياء ؟! ولكنها حيلة الضعيف. محدود القدرة والجنان والعقل أهديك ما لا يذكر.. لأنها للمعنى.. وليست مجرد هدف. هداياك.. عطاءاتك.. كانت كجربان الانهار وأشياء تفوق الذكر...
.. إنها لا تريد أن تعرف ما تقدمه من أجل والدها إرضاء لله ، وثم لمحبة بلا حدى لأبيها.. ويلا قياس...
إنها... رسالة.. ومثال يقتدى لبتنا مثلها!