عقل تحت التمرين
سنة النشر : 07/10/1999
الصحيفة : عكاظ
إنني من محبي الفلسفة ، أو انني أحاول فعلا و جاهدا على أن أحبها. وفي يقيني أن الفلسفة هي إن لم تكن من بواعث الحضارات فلا يرقى إلى شك بأنها عواميد الحضارات التي ترتكز عليها التخليقات والهياكل الفكرية والتقنية والأخلاقية... والناس دوماً لايرون مباشرة الدور الفلسفي في مدرج السعي الانساني ، تماما كما نرى الشجرة الوارفة إلا أننا لا ترى جذورها التي تمتص لها الحياة وترسخ لها الثبات الحضارة هي الشجرة والجذور شي الفلسفة و عندما تتمرن على قراءة الفلسفة و بتمرن عقلك على فض أغلفتها رويداً.
تطل عليك متعة التمكن المعرفي، وكأنك فجأة تطل على واد سحيق تتهاوى فيه شلالات من الضوء والصفاء والتجلي.. هذه الشلالات هي الموارد والمنابع والرؤى الفكرية والتصورية التي تقرأها في مؤلفات الفلاسفة. ومؤرخي التطور الفلسفي. لذا تمتعت ذهنيا في قراءة الغزالي وابن رشد. وابن طفيل وكانت ولامارتين وموليير ، وروسو وكونت.. إلا عندما تأتي مشارف القراءة عند التضاريس الصخرية البافارية.. فما وجدت عنتًا في الفهم والصعوبة في اقتلاع المعاني كما أعانيه عند قراءة مواضيع الفلاسفة الألمان مثل نيتشه وشوبنهاور وبعض تصوفات شيجل واستثني عمانويل جونة هذا الفيلسوف الجميل صاحب الأسلوب المنمنم ، والعاطقة المشبوبة، والحبكة الروائية ، وتطواف احلامه المبصرة إلى كنوز الشرق إقرة آلام فرتر وقد تظن انك لا تقرأ لفيلسوف الماني إنه حالم ومفهوم أما اني لا أفهم الباقين فربما العيب ليس فيهم. قد يكون عقلي مازال في مرحلة التمرين.