أبو غسان .. ورسالة لا تصل
سنة النشر : 03/10/1999
الصحيفة : عكاظ
ما نحن أنت وأنا نتحلى بهذه الحديقة الباهرة وتتدلى على رؤوسنا أزهار الدفلى وبراعم الياسمين التي تقطر ندى سميناها أنت وأنا جميعات الياسمين ودار بنا النقاش الوصفي للغتنا المعبرة. وتضافرت نفسانا في علاقة طويلة كثيرة الثمار والزهر ( من جانبك أنت منذ ذلك اليوم ( سقاه الله) ونحن بهذه الحديقة الجذلى بجمالات الحياة والأشجار الباسقة المزهرة في ( أيار) ذي العصا البلورية التي تحيل خمائل شيراز إلى احتفال من مواكب الخضرة والورود وعبير الطبيعة الذي لا يقل.. ويبقى بعدئذ سرمديا في الروح يا حمدان في ذلك اليوم وكنت تلميذا في عتبات الثانوية.. وكنت انت تربوياً يافعاً تدور في دمائك حماسة الحب لعملك ، ولبلدك. ولأهلك. وتعاقبت الأعوام.. وخلف أيار.. أيارا ، وأعادت السنوات صباغتنا هيئة ، وسلوكاً ، ونظرات للحياة.. إنما بقيت أنت في إعلانك الثابت في حماسك الهادئ الرصين الخجول لعملك ولبلدك ، ولأملك.
ما أحبك أحد ، وأحبين أحداً خارج ثلاثيتك قدر ما أحبك.. وأحببت مربياً آخر كبيرة ( الخال ابراهيم السحيمي).. لم يتردد لحظة في اقتراح اسحك للغرفة التجارية.. وبدأت عندها الثقة والأثقال والمسئوليات يا حمدان لقد استغرقتك الغرفة حتى أغرقتك.. لم تجر وراء بهارج العمل وإغواء الصور الساطعة.. أخذت من علاقاتك الحيوية لتجعل الغرفة مولد طاقة الاعمال بقي مديره يدق في قلبك حتى اتعب قلبك.. نهبت من دمك وشبابك وصحتك.. وكنت تظن أن الغرفة معشوقتك. دائمة الثبات.. ألا تعرف يا ابا غسان غنج العاشقات ناقشناه أنت وأنا.. المعشوقة ليس من طبعها الثبات. ولقد أكرمتني وطال كرمك حتى فاض بي إلا أن محيك الباش العطوف بابتسامته التي دوما تطل بخجل وصدق يبدي..الاعذار يا أبا غسان يا حبيبنا وهل يعتذر من الكرم 5 سنوات أخرى وفا تحتني بأن أعمل بجانبك.. كنت خريجاً حديثاً غرا.. و كانت لي آمال أخرى وكان فألك خيرا وعمل بجانبك لسنوات من أعرفه وتعرفه.. وسجل نجاحاً وتفوقا لو كنت ضنينار متعاليا حاصرا. لما استقام ولما نجح... أنت كرم وحب ورغد وهذا طبع من يعطي ويحضي.. علمتني يا أبا حسان بأن العمل مفتوح الغرفة لأنها تكاتف.. وانصهار وليست دوماً مناصب ولجانا... وأوكلت لي أدواراً وكانني في ردحات الغرفة. وأفرحتني كعادتك وأكرمتني. ها انت تنسحب من الحياة وتجر سيلا من الضوء. وتخلف قلوبا.. مئات منها.. منات.. احبتك.. وستظل تحبك وتلهج لك بالدعاء.. يارب يا رحيم يا جابر القلوب
ونتضرع الى الباري الحق العظيم أن تكون أعمالك نوارات عند ابوب المفردوس.
من محبك...