الجغرافيا وبرج العلوم
سنة النشر : 19/09/1999
الصحيفة : عكاظ
قرأت في «عكاظ».. الأحد كتابنا الأفاضل موضوعا يدافع فيه عن التاريخ. وإن كانت ذاكرتي الاستعادية صائبة فأظنه كان مدافعاً عن استخفاف البعض بفئة العلوم المسماة ب العلوم الانسانية. وحصر تبريره الجيد عن مدى أهمية علم التاريخ للفرد وللامم. وكان فيما ذهب فيه صحيحاً.. أي صحيح أن البعض لا يعطي الأهمية الكافية لهذا العلم ، وصحيح أن التاريخ مهم بل هو أكثر من مهم.. وإلا ( حرفيا) تامت الحياة الحاضرة. على ان علماً جليلاً آخر هائل الأهمية تلحقه ذات النظرة وذات الانطباع ، ولطالما ضما معاً تحت مسمى ( العلوم الاجتماعية) وهو ربط غير دقيق.. ويدفع علم الجغرافيا ثمناً باهظاً من قیمته العلمية وقيمته الاعتبارية بسبب بعض الجوانب الضعيفة في البناء المنهجي التعليمي. ويكاد علم الجغرافيا أن يكون من أمهات العلوم يُخطى اساتذتنا اللغويون الجمع في أمهات هنا وهو علم آنار للانسانية جمعاء معرفة طبيعة الكوكب الذي يعيشونه ، واكتشاف مجاهيله.
وهذا العلم مرتبط بمعظم العلوم التجريبية والتطبيقية. فهو أولا ملازم لعلم الجيولوجيا. يركز الجيولوجيون على ما تحت سطح الأرض. والجغرافيون يدرسون مافوق السطح ويلتقون دوماً في فرع من الجغرافيا الجغرافيا البيولوجية وتلتقي الجغرافيا مع علم الفيزياء ( الجغرافيا الفيزيائية) والذي يختص في التركيب الفيزيائي للأرض. وحتى لا نطيل هناك الجغرافيا الاقتصادية ، والجغرافيا السياسية ، وينتقي التاريخ مع الجغرافيا في الجغرافيا التاريخية ( ويميل اللغويون الى تسميته بالتاريخ- بالهمزة).. وهناك الجغرافيا الحيوية ( بالالتقاء مع علم الاحياء).
والالتقاء الكبير ( في رأيي) مع العلم الجليل علم الرياضيات في الجغرافيا الرياضية والتي تتعامل مع حجم الأرض ، وشكلها.. إلى حركة الارض في فلكها.. وهنا تعامل سام مع علم الفلك. اترى ؟ كان رجلنا الكبير محق في دفاعه عن التاريخ والجغرافيا ايضا في برج العلوم منصب رفيع!