من هم؟ (1)

سنة النشر : 05/09/1999 الصحيفة : عكاظ

 
متى تحس أن لك أكثر من يدين ، واكثر من قدمين. واكثر من قلبين.. وعقلين؟ وأن هذا الاحساس يكبر يوماً بعد يوم.. وتجربة بعد تجربة.. يشملك براحة أعم.. وبمساحات أوسع ، وبقدرات أجل. وتلك السعادة الراسخة التي يسدتها الأمان الوارف؟ متى تحس أنك في كل وقت وفي كل لحظة ، على أهبة الاستعداد لتلف في العالم ثابتا عميق الجنان سارح الرؤى واسع الطموح لأنك تطير بأكثر من جناح. تفسح لك سعة في المكان ودورا في الزمان؟ متى نحس أن قلبك يسع الدنيا ، وأن عقلك يصير بعد كل أونة أكثر اشعاعاً وأرحب حكمة. وأوسع دراية، وأنبه ذكاء؟ متى نحس أنك تشق نهجا الى الامام.. وأن أحدا لن يجرؤ حتى على مسح ظهرك.. لأن هذا الظهر تدرع بالحماية اليقظة الساهرة التي لا تهف ولا تخبو ولا تتوانى ولا تفزع. متى تلتفت يمنة وتجد جسمالا حبيبا، وتلتفت يسرة وتجد شهامة جنونا.. وتجد أن رأسك محميا من الأمطار ومن مباغتات الشمس الضاربة ؟ متى نحس أنك عن اصحاب الثروة الهانئة المتزايدة.. التي لا تضارب نزولا وإنما تتناوش أي نتوء للتسلق للأعالي ؟ دستی تنام هنيئاً ملء عينيك ، غافيا في أحلام المنى والدعة أمنا على نفسك ومن حولك.. وما حولك؟
 
متى تحس أن لديك أحلى صحبة على الأرض صحبة أصلية نابعة من دمك ولحمك ومن كل جزء من أيامك التي راحت و من زمانك الآتي؟ متی تحس ان هناك من يبتسم أكثر منك لأجلك. ويتألم اكثر منك لأجلك؟ وأن هناك من يفرح بنجاحك خالصا إلا من الدعاء للمزيد من النجاح..؟ ومن يغطي الارض قبل أن تقع؟ ويحيي فيك الرجاء في وقت الفشل؟ من هم.. هؤلاء الذين تقبل البطن الذي رعاهم؟ وتطل الى الدنيا من عيونهم؟ وينشيك الفرح عندما تضيء ابتساماتهم وترفع عنقك زهوا.. وهم يزرعون نجاحا بعد نجاح..؟ من هم أصحاب تلك الأيادي الممتدة إليك دائما عونا.. وسنداً ولو استطعت الضميتهم الى صدرك.
 
طويلا.. طويلا. إنهم نوارات حياتك إنهم اخوتك!! إخواني.. هل يكفي أن أقول.. أحبكم!