"الأوكي - با"
سنة النشر : 04/09/1999
الصحيفة : عكاظ
... لطالما قرأت في الأدبيات الأمريكية ( الشعر- النثر- المقالة العلمية) مصطلحا غريبا ، وإن تكراره زاد من فضولي لمعرفة معناه بعد أن حاولت تجادله. بحثت قليلا في القواميس ولم تسعفني القواميس ، سالت ضالعين في الأدب الانجليزي وكان مع الشفاه هو الإجابة.. لا أحد يعلم.. وبدأت حيرتي تزداد كلما واجهت هذا المصطلح إنه الأوكي با O- KEE- PA هل عرفته مع تعدد القراءات ومقارنة المعاني وقياس الفهم المضمون الجمل أدركت أنه يحمل معني للألم.. أو لينتهي القسوة. أو العذاب الذي لايطاق.. ثم توصلت في بعض القراءات إلى أنه الحمير التاويل المؤلد لنيل المبتغى.. ولم أكتف وحين وقعت على مصادره تألمت فعلاً.. وتقززت في أحيان... إنه الولع بالعذاب والتعذيب البشري في اعراف وتقاليد كثير من الشعوب ( ولم تخل منها المجتمعات العربية وحتى في بعض انحاء بلادنا في الماضي) هذا التعذيب الإعدادي للفوز بخلع صفة الرجولة.. أو الشجاعة على شبان في اشراقات العمر.
يا للروع! هذا الأوكي با الاختبار الاعدادي الرهيب لمحاربي قبيلة من قبائل الهنود الحمر... قبيلة ماندان... تقضي هذه الممارسة على أن أي فتى من هذه القبيلة عليه أن يجتاز فحص الاوكي باء قبل أن يقبل محاربا متكاملاً.. هذا الاختبار هو العذاب ذاته... والقسوة الشرسة في ذروة تشفيها.. على هذا الفتى أو لا أن يمضي أربعة أيام كاملة بلياليها بدون طعام. وبدون ماء وبدون نوم.. إن اجتازها واقفا يدخل هذا، كوخ العذاب... أو قل يبدأ الفحص يأتي ساحر القبيلة وطبيبها ويبدأ بسكين ترماء بفصل قطع من لحم صدره. ويغرز في كل جرح شظايا خشبية حادة كالتعاليق ويربط المعاليق بحبال متدلية من سوافيد في سقف الكوخ.. ثم يرفع الفتي بالمعاليق المتشظية بلحمة الغض.. ويعلق.. ولا يكتفي الساحر بذلك بل يقوم بتدوير جسده بين أونة وأخرى... حتى يطيب الفني عن الوعي من فظاعة الآلام. ثم أن الساحر يزيد من آلام الفتى بتعليق اتقال بأطراف جسده لكي يتمازعه الاسفيد العلوي والمعلاق المنطلق من أضلاعه.. والجاذبية... وبعد أن ينجو الفتى من هذا التعذيب لا يعني أنه تأهل ليكون محاربة.. عليه أن يأخذ ذات السكين ويجز اصبعه الصغير من اليد اليسرى.
ويمر بشيء أخير أخر.. ولن اقوله... الجدير بالقول أن قبيلة الماندان صنعت اقوى المحاربين.. الا أنه قضي على هذه القبيلة بالكامل.. وكان العدو صغيراً جدا جدا...
كان العدو.. الجدري!