الجناح والرحمة
سنة النشر : 02/09/1999
الصحيفة : عكاظ
نحن نحب ابناءنا.. وهذه حقيقة أكبر من أن تدلل... أو حتى ان تكتب.. وانما اكتب عن الحب ذاته.. الحب النافع.. والحب الضار وقديما قيل ( ومن الحب ما قتل).. وهذا صحيح ، ودائما يوردون قصة الدبة التي قتلت صاحبها حبا لتحميه من ذبابة وقعت على أنفه... ويقول اليابانيون في صلواتهم (أصحاب عقيدة الشنتو الحب.. الحب.. قبل الحياة.. تتلى على رأس المولود الجديد.. وكانهم يقولون إن لم تمنح الحب قلن تستسيغ الحياة... ثم يترك الطفل يبكى ويصرخ مهما طالت المدة وبدون تدخل والديه حتى يقف عن البكاء تلقائيا.. ثم تحضن الام طفلها الغافي الرأي.. أنه يجب أن نساعد اطفالنا على اخذ المران والدور المحدد لهم في اعدادهم الطبيعي.. هذا البكاء نوع من التمرين الطبيعي لنحو رئوي سليم ( ربما لو اتبعنا هذا التقليد.. لما تفشي مرض الربو. اقول ربما)...
إنها ما نسميه الرحمة القاتلة لصفة الاقدام على الحياة، والعراك مع الظروف التدليل والاخذ باليد أكثر من المطلوب. يجعل هذه الميد دوما معتدة.. لا العمل.. ولكن طلبا للعون هذه مأساة. لنترك اولادنا قليلا في الحياة كما هي طبيعتها.. مع الحر اللافح... والشمس اللاهية والعرق الغزير والعمل. والجهد.. كي تكتمل اجنحتهم استعدادا للطيران.. لماذا أقول اجنحتهم ؟ دعني اروي لك هذه الحكاية وجسد رجل بيضة في عش طائر.. أخذ البيضة ولاحظ ان نقرأ متواصلا على قشرتها فالطير الصغير يحاول الخروج للحياة.. وظهر المنقار وبعد فترة صغيرة الرأس.. الا ان الصغير صار يكافح ليدلف بجسمه خارج البيضة. وطال الوقت.. هناء ظن الرجل أن هناك مشكلة ما ورحمة بالطائر الصغير احضر مقصا وبدقة وعناية ادرج سن المقص في قشرة البيضة فاتحا طريقا ليخرج الصغير.. ما الذي حدث بعد ذلك ؟ صار ينمو جسم الطائر ولا تنمو جناحاه.. ولن ينمو.. كان يحتاج لذلك الوقت ليحاول فك البيضة بجناحيه لتدور بهما دماء الحياة.. ولينمو طبيعيا حتى يستطيع قادرا على الطيران الرحمة هنا صارت جريمة.. لأن الطير حرم من اعظم هباته.