الأدب المهجري الحضرمي (3-4)

سنة النشر : 31/08/1999 الصحيفة : عكاظ

 
إذن فإن الهجرة إلى جنوب شرق آسيا بدأت بلجوء احمد العلويين إلى جنوب الجزيرة العربية في أيام ملاحقتهم من العباسيين. ويقول بحث قديم لكاتب اسمه حسن الأمين ، أن هذا الرجل اسمه أحمد بن عيسى من سلالة الأمام جعفر الصادق فر من العراق واستقر في جنوب الجزيرة ثم أن أولاده واحفاده هم الذين بدأوا الهجرات الأولى لبلدان الشرق البعيدة ولم يعودوا.. أو أن معظمهم لم يعد. ولقد وصل مؤلاء إلى الفلبين واستقروا واستوطنوا ونشروا الإسلام. وتعاظمت قوتهم حتى حكموا فيها إلى أن جاء الأسبان واحتلوا الجزر الفلبينية.
 
إلا أن الهجرة الحضرمية كما نعرفها ابتدأت متأخرة قياساً للهجرات الأولى. تدفعهم آمال لا تنقطع في النجاح والثراء هذا الفوج استقر معظمه في الجزر الاندونيسية، وتصاهروا مع سلاطين هذه الجزر وبدأت تذوب الدماء الحضرمية في الشرايين الأندونيسية. وكان البعض يزوجونهم بناتهم تبركا بارومتهم.
 
ومن العوائل الحضرمية المعروفة التي قادت أفواج الهجرة الى كثير وآل النهدي وال باحمد وال بارجاء وآل العمودي.. وغيرهم. إلا أننا نقف عند عائلة كريمة خرجه منها أبرع اصحاب الثقافة والفكر والأدب وهم آل الجفري. وقد كان ابرزهم السيد عقيل بن زين العابدين الجفري في العقد الثاني من هذا القرن مفكرا مستقلا نابغا جاء للمشرق الاسلامي.. ثم صار في طلائع ابطال الأمة الاندونيسية الذين جابهوا الاستعمار الهولندي.. وكانت مأساة عندما سجن السيد عقيل من قبل المستعمر الهولندي وصودرت املاكه وكان واسع الشراء.. وحرقت مكتبته القيمة.. وقبل ذلك حرق قلبه عليها ألما وحسرة) وخرج من السجن معدما. متكسراً.. ولكن بشعلة روح تضيء خافتة الى ان رأي اندونيسيا حرة من الهولنديين. السيد عقيل من الأدباء الكبار باللغة العربية. وتركته الثقافية كبيرة.. ولكنها لم تحظ بالانتشار لأنها ظلت وتجمعت مخطوطات لندرة ( وربما استحالة الطباعة العربية في اندونيسيا.. انذاك... السيسد عقيل كان مدرسة ادبية حضرمية مهجرية بمفرده..