الأدب المهجري الحضرمي (1-4)
سنة النشر : 28/08/1999
الصحيفة : عكاظ
لقد كان للأدب المهجري الشامي السوري واللبناني.. أو سوريا الكبرى ، كما كان بعض أدباء المهجر منذ طلائع القرن يسمون هذا السجزء من البلاد العربية.. كان لهذا الادب دوي وشهرة في الادب العربي الحديث.. كان سماء ثقافياً وابداعيا جديدا بزغت منه نجوم وكواكب اثرت العطاء الأدبي واخرجت مدرسة جديدة سوشاة بالاناقة والصور المترفة والتجارب الوجدانية المختلطة مع الواقع الثقافي والحضاري في بلدان المهجر الأمريكي..... ولقد كان هناك ايضاً مهجر واسع ولكن في الجزء الشرقي القصي من الكرة الارضية وهو المهجر الحضرمي في بلدان شرق اسياوانه مهجر ذو اثر لا يغفل.. وعرف عن المهجر السوري. خروج الروابط الادبية، وتعزيز الثقافة العربية وخروج الدوريات التي كانت تصل الى العالم العربي من المهاجر البعيدة.. كانت الصلات والمتابعات الأدبية للرابطة العلمية في نيويورك.. والعصبة الاندلسية في البرازيل ، ورابطة أخرى في الارجنتين تتم دورية. تتابعية. وتبادلياً في الحواضر العربية في العشرينيات والثلاثينيات.
وكانت كتب جبران و مقالات ميخائيل نعيمة ، وأناشيد ايليا أبو ماضي تلهب الجدل في صوالين القاهرة ودمشق وبيروت وبغداد. وماذا عن الجماعة الحضر مية.. كيف بدأت هجرتها ، ولماذا ؟ ونعرف حتما التأثير الذي خلفه الحضارم في بلدان الشرق الأقصى ويشار إليه عرفاناً في تثبيت الدعائم الاسلامية في جزر الهادى البعيدة والمتناثرة.. وبالذات في الملايو والأرخبيلات الاندونيسية والفلبينية ونعرف بطبيعة الحال نشاطاتهم التجارية الناجحة وهي صفة تكاد تكون جماعية تقليدية وباعراف تجارية نمطية يمتاز بها الحضارمة سنعود الى التاريخ، وسنبحث في هذه الظاهرة في الهجرة العربية المغفلة إلى حد ما. والغرض تحديداً أن نعرف هل كان للحضارمة مساع ادبية في مهجرهم.. أم أنهم اكتفوا بالتجارة... النتابع معا..
( يتبع الحلقة القادمة)