الموت والعلامة المضيئة

سنة النشر : 23/08/1999 الصحيفة : عكاظ

 
.. الموت حق.. ويجب أن يكون حقاً لقد اراد الله له ذلك.. ومشيئة الله حق. وهو الحق... ونؤمن كامة من المسلمين بان الموت ليس النهاية المطلقة ولیست ختاماً مسدلاً بابديته. ليس الموت نقطة انتهاء لآخر حرف في جملة الحياة.. وإلا لكانت الأشياء ذرات هائمة من العبث حروفا متناثره من اللامعنى لكانت كل الحياة مبهمة خاوية وبلا ضمير.. ولا الموت حالة متصلة لإعادة الحياة في ذات الزمن وهذا مايراه عقيدة التناسخيون والا لكان جسد الانسان محطة جامدة باردة وكان عقله كذلك.
 
إن الانسان كينونة واحدة عناصر متماسكة. أعضاء متتامة ، ضمير مسئول مادام عقلاً مدركاً وبدناً قادراً.. إلى أن يتهاوى البدن ويقف العقل، وترفع الى الأبد مسئولية الضمير منتهى هذا التهاوي الموت.
 
إذن الموت بوابة للدخول إلى الأبدية... جسر برزخي الى الخلود. مانوع الأبدية؟ وماكيفية الخلود؟ هنا تقيم أعمال الحياة الصغيرة الزمن الضليل الذي عشناه على الأرض الضئيلة.. وهذا التقييم محوط بالعدل الرباني وبالقياس الذي لا يقبل بتسامية الخلل.
 
ولكنه مفتوح على فيوض بلا حد من الرحمة ومن الغفران. ومن التفهم البشري من خالق البشر. لذا ارادة محسوبة. وعلينا ولنا مقدرات محسوبة وبينهما و من خلالهما تطل فرقدا ساطعاً تشع يشيع بياضاً الرحمة الالهية.. لو كان الموت تهـاية حدّية.. لاتفقنا أنه خلاص من رزء المعاناة وعذابات الحياة كما تلمع في انمان المنتحرين.