من أجلنا تشرق الشمس (6)
سنة النشر : 22/08/1999
الصحيفة : عكاظ
إذن لديها عمل آخر. وهذا العمل هو الذي يؤرقها ويفتت مكونات كرامتها وفكرها ويرميها في عين التوامة التي تعصف في داخلها تاركة إياها لا تستقر حزنا واستفا وخجلا دفينا عميقا منتهي الآلام أن تقاتل دفاعا عن شيء تكرهه أشد الكره.. هذا تماما ما كانت تفعل في تبريرها المغلف منطقة والمدوش بجماليات التغيير.. عندما أدرك أنها تذرف دما دفاعاً عن الد أعدائها.. بنا يعي حافة هذا الحزن الواسع. واستدركت الفتاة نعم لدي عمل آخر.. إنه العمل الذي يشويني على صفائحه الملتهبة كل يوم.. كل لحظة أنا لم اختره قلت لك لابد ان تبقي انفاسنا فوق سطح الماء حتى لو اعتدينا أجسادنا ذاتها.. وليسته نفسي أنا إنها انفاس من أحبهم أكثر من ذاتي.. والديهم بكل ذرة من جسدي لا يكفي دخلي الكريم. كما تقول جلسة من الجلسات التي يحتاجها والدي للبقاء حيا ومنا قاطعها بحدة.
جفف الكلمات على لسانها قائلا: لا تكملي تكرارك للتضحية بالجسد يجعلني أشعر بعتين يعمي دماغي ولن أفهم.. ولا أريد ولقد استمتعت منك كثيرا... ولا أراك إلا مارية تجيدين إسدال ستائر رائقة على وسائل هريك.. ضالة تنات كمن يقرأ الخارطة مقلوبة.. ويظنه أعظم المكتشفين انت منقب مناجم تمل ينظف الطين والوحل. ويعميه التمل عن بريق المعدن الذي يخلب الأبصار.. وها أنت تستغلين فكرك وموهبتك في الرثاء على نفسك وتضعين رأسك في تراب التبرير.. عقلك الداخلي يدفع المسؤولية بعيدا عنك ويعلقها على اقرب نتوء ولا المسؤولية تروح ولا النتوء قادر على التعليق... بل انني الآن بدأت أفهم ياد بدأت أرى الاشياء بوضو وجلاء.. إنني لم اتعلق بد.. لم يجذبني فيك هذا الجمال وذلك الانكباب الحزين. نعم لقد كان تعلقي بتلك الورقة التي خلفتها وراءك حين رأيتك للمرة الأولى. إنني مازلت أحفظ كلماتها وكان أزميلا نحتها في واجهة ذاكرتي.. لقد ضمنتها بجملة مازالت تحمل رنينها الذي يجول صداه في داخلي. هذه الجملة الأخيرة في ورقتك. عندما نضيع.. تغيب وراء الأفق الحالك المنارات التي تضيء للسان التائهة وسط غضب المحيطات... إني أراها رائعة التصوير.. السمعي. وعليك أن تعي ما اقوله.. إن الله يخلق المواهب للتعبير عن الجمال.
إنها عطايا سماوية لتهذيب النفوس البشرية وحملها إلى معارج التذوق الروحي والفكري. ارتقاء بمجمل الانسان... وتحتاج هذه المواهب والعطايا الفوقية إلى واسطة انتقال هذه الواسطة هم ما نسميهم أصحاب المواهب. وتخلط إعجابنا دائما بين الموهبة وبين حامل المومية هذا الخلط هو الجنون بالأشخاص. ولو وعينا إنها المواهب لما صار هذا الخلط... وتبعاته. ورسم حالات الندرة على حامليها.. إذن أنت تملكين سودبة فنية لا تغيب عن الملاحظة ومن أول إطلالة.. وهذه الموهبة التي جعلتني اهتم.. وأتابع.. وهي بالطبع ليست موهبة جسدية.. إنه ذلك الفكر والأسلوب الم ول الذي أعطيت إياه.. منحة سماوية لابد أن تظهريها ليس من أجلك فقط.. الأولى. أنها من أجل الناس.. لابد أن تعلمي أن هذه المنحة.. كالشمس.. والشمس من أجلنا تشرق كل يوم... تعلمت الفتاة خصائل الشعر الساقطة على وجهها.. ورفعت إليه عينيها نصف معلقتين و جمعت اشیاءها وتركت المكان منسحبة بدون أن تلتفت... هل مرت سنوات... كان يجول عبر رفوف إحدى المكتبات.. ووقفت عيناه أمام كتاب عليه صورتها... تناولة.. إنها في هذه صورتها.. فتح الصفحة الأولى...
وقرأ..
إلى صديقي الذي علمني أن الموهبة كالشمس تشرق من أجلنا كل يوم... انتهت