من أجلنا تشرق الشمس (2)

سنة النشر : 14/08/1999 الصحيفة : عكاظ

 
وقد استبدت به الدهشة وشغله الفضول... لماذا كتبت هذه الكلمات التي تبكي على الورق ؟ ولماذا تركت على المقعد ما كتبته؟ وقرر أن ياتي في الغد في ذات الموعد لعله يراها مرة اخرى.
 
وسحب نفسه خارج الحديقة يؤمل نفسه بأن يتحقق الأمل.. عندما وصل بوابة الحديقة ذات الباب العتيق المخلوع جرت عيناه الى ذلك المقعد تحت السنديانة الجرداء وكاد قلبه يخرج من صدره لما رأى الشعر الطويل يمارس رفرفته مع الريح.
 
تقدم اليها وكل جزء فيه يرتجف ورفعت إليه عينين واسعتين كان الحزن قد صب فيهما.. ولم تفاجأ لقد استعان بكامل طاقته الإرادية ليخرج الكلمات.. غير أن يده امتدت الى جيبه واخرج منها الورقة التي كتبتها في الأمس.. وقبل أن يقول كلمه واحدة.
 
قالت له: أعرف!! هلاً جلست بجانبي بشكل طبيعي.. فأنا لا أخاف من شيء. أو قل أن الذي أخاف منه قد افتقدته منذ زمن.. ولم تعد تعني لي موروثات الأعراف والتقاليد الشيء الكثير..- لماذا ؟ وما الذي يدعوك إلى ذلك؟ أجابته: اسمع لقد تركت الورقة لأني أعلم انك ستأخذها.. ولأنني لاحظت مراقبتك لي.. وغامرت بأمل وحيد دعوت له بكل مابقي من أحاسيس الرجاء في قلبي الذي تفطر من ضغوط الهموم.. لقد دعوت بأن تكون إنساناً بعد ان ضاع الإنسان.. إنني أريد أن اتحدث مع أحد.. وبشكل لا يقاوم وإلا سأفقد واحداً من أثمن ما يملكهما الإنسان.. عقلي أو حياتي!! وإن كنت مهتماً فقابلني غداً.. لأن الوقت قد حان لأذهب الى عملى..