الحب .. لمّا يذيب العقول (2)

سنة النشر : 10/08/1999 الصحيفة : عكاظ

 
في رائعة شكسبير ( روميو وجوليت) يحاول العاشق الاسطوري روميو، العطار الفقير بائع السموم الذي حاول ان يمتنع عن بيع السم الى روميو وأغراه « روميو بالمال قائلا له بحكمة بالغة انما أنا اشتري فقرك... ولا اشتري رأيك... كان العاشق المصاب قد وصله ان جوليت انهت حياتها.. وأراد وفاء وهياما الموت بجانبها وقال مخاطبا السم: تعال أيها الدواء الشافي (أي السما) رافقني الى ضريح حبيبتي لأتجرعك هناك... ألا ترى ؟ إنها الحكمة خلطت مع اشد فئات الجنون...
 
إدجار بادر كاتب عظيم ومجرب عظيم ايضا لعذابات العواطف الشاهقة أشار في كتاباته عن سطوة الجب، وتحس بالمه المر وأنت تقرأ له الحب سيد قاس يريد امتلاك الكيان ولا يكفيه امتلاك الروح. طقوسه العذاب، وذوبانه الأسمى التضحية بالذات.. أي الانتحار منتهى الجنون. ومنتهى الهروب يا اخي يعجبني جداً هذا البيت للشاعر المطبوع محمود البارودي يشرح ما يفعل الحب بعقول المحبين.. بيت معبر جداً... انظر:
 
ومن عجب أن الفتى وهو عاقل
 
                                                            يطيع الهوى فيما ينافيه رشده..
 
ولا تفسير لهذا البيت غير أن الهوى يخرج المرء عن رشده و عن حكمته!