الحب .. لمّا يذيب العقول (1)

سنة النشر : 08/08/1999 الصحيفة : عكاظ

 
..منذ زمن وأنا قد توصلت الى قناعة بأن الحب في جرفانه الطاغي ماهو الا -وبتجرد صريح- نوع من الخلل يصيب الاتزان العقلي. مثل فرع ثائر ضال متمرد ينفر من حضن النهر المنساب من المنابع الى المصاب. إنه للاسف مرض.. ولانه مرض لابد له من تشخيص ولابد من علاج.....
 
ولم اجرؤ على التفوه بهذا الرأي جهارا. فكلما حاولت ان اطرحه رأيا للتبادل الجدلي ارتفعت علي الاصوات وتجهمت الوجود وازبدت الأفواه وطارت نحوي من العيون أشياء كالشرار. وكانني فتحت بوابة مغارة سرية مقدسة. يمنع سدنتها أي خيط من ضوء... و علي أن أعترف بأن أمراً قد طرأ مؤخرا جعلني أصلب إعداداً للتحدث فيه أي الحب الجارف).. وسأفصح عنه قبل نهاية إدعاءاتي هذه!.. ولكن هيا تشخص حالات بعض عمداء العشق والصبابة....
 
عندما ذرع قيس. المفازات تحت غائلة الشمس اللاهبة ، وصار جسده يضوي جوعاً. ويجف عطشاً.. ويذوي عقله هياما مغنياً لحبيبته ليلي اعذب الاشعار.. في دجى الظلام ، وفي رابعة..النهار. فلا فاز بليلي.. ولا أظنه اراد الفوز بها.. كانت لذته في عذابه. لذته في انها تاج على عرش من الجمال وتبرق في قلبه كسناء لايطال.. ولثم التراب حتى مات. هل هذا من ضروب العقل؟!..