ما إن رأيت ولا سمعتُ بمثله
سنة النشر : 07/11/1998
الصحيفة : عكاظ
أشكر الأستاذ حامد الغامدي الذي لفته موضوع الشعر العربي.. الذي قلنا في إحدى مقطوعات لأننا برسر وبواسطة أدلة الشعوب الأخرى، أنه أروع صورة تعبيرية على الأرض. وأثار موضوع موقف الإسلام والشعر.. وهو موضوع تناوله الكثيرون. وربما كنت الأضعف علما.. ولكن أغراني عقلي في محاولة التناول بعد سياحة. عبر كتب و مقالات لأخرج بتصوري الذي لا يحتمل اليقين. والنقطة الرئيسة لماذا خبا توهج العامل الشعري بعد الإسلام؟ وإني أرى الإجابة الطبيعية أن القبس يتلاشى أمام الشمس الغامرة.. لقد كان القرآن المبهر. وبإعجازه الأسر. وبأسلوبه الخارق الجاذب للروح والعقل سببا رئيسا لتراجع القوة الشعرية وحتى تصاغرها في عيون العرب انذاك.
ثم إن طبيعة الدعوة الإسلامية التي تعتمد الإقناع المنطقي لا تحتمل الشعر ولا يناسبها.. كانت ضرورة الشان تستدعي الإسهاب النثري الواضح الحجة المرتب منطقية. ولكن كان للشعر في صدر الإسلام دور.. وله تقدير.. ولم يحمل إلا على الشعراء المشركين المهاجمين للدعوة..المحمدية.. بل اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم الشعر سلاحاً.. قال لحسان والله لشعرك أشد عليهم من وقع السهام... ومدح عباس بن مرداس الرسول عليه الصلاة والسلام فكساه حلة.. وكذلك صار مع كعب بن زهير.. وكان عمر بن الخطاب القوي الجنان عالماً بالشعر وذواقة له.
ولمالك بن عوف قصيدة فائضة الجمال بسجايا النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. وتبدأ بهذا الاستهلال الرائع:
ما إن رأيت ولا سمعت بمثله
في الناس كلهم بمثل محمد