العمل .. والهم .. والصحة

سنة النشر : 04/11/1998 الصحيفة : عكاظ

 
التحذير الذي يطالني دوماً بالتقليل من أعباء العميل.. وحاولت وتعبت من محاولة ذلك وقل حتى انني لم أجد في المحاولة.. العمل المتواصل يسعدني ويشعرني دوما أنني عين الحياة... مجرد أن احاول اغفاء خارج الدوامة العدلية يأخذني انقباض نفسي شديد بأن العالم عربة تسير و.. تركتني.. او انني صرت شيئا على شادش الحياة.. وأنني مجرد كتلة بليدة تاخذ حيزا من الفضاء.. ربما بالغت في ذلك.
 
وربما كنت مرشحاً لعيادة طبيب نفساني.. اقرأ في الطب كثيرا. وهذا ما يزعج معارفي من الأطباء.. يقولون دوماً جادل الطب أفضل من قصاري جاهل للمراجع الطبية.. اعتقادي (ولا املك تأييدا معمليا أو سريريا) بأن مجرد الانكباب على العمل لن يقود إلى عبء قلبي.. أو الى ارتفاع في ضغط الدم. بل على النقيض ، ربما كان التواصل العملي مفيدا.. ولكن بعض الناس يقول: سأعمل كي اكون رئيس الادارة أو الشركة. ومن يقول ساعمل كيا اجني وأصل هذا المبلغ.. وساعمل الأفوق المنافسين.. هذا الضرر.. هذه البواعث التي تحفز البعض وتكون في بؤرة اهتماماتهم. هي التي تسمى الضغوط النفسية. وهي التي قد تخاتك رويدا الى المرض.....
 
تابع أعمالك بلا هموم.. أو حتى اجعلها مكانا تدفن فيه الهموم. يبيعون الآن طعاما خاليا من الدسم.. الا يبيعون أعمالا بلا هموم!