من يضر شعرنا العربي
سنة النشر : 31/10/1998
الصحيفة : عكاظ
كنت أقرأ قصة صينية منقولة إلى الانجليزية عن هيام أمير صيني في نهاية القرن التاسع عشر بواحدة من ممثلات المسرح التعبيري الصيني (وحؤلاء ينشان بتربية وتعليم خاصين. ونختار الواحدة منهن كما تنتقى الجواهر) انسياب القصة رائع في تصويره الوجداني لما يدور في روح الأسير الفتى الذي لفتني في أحدى مناجاته لفتاته أنه يقول لها يا ليت الله زرع في صدري قلب شاعر عربي لأضع روعتك على أجمل بساط من الكلمات تقدر الإنسان لطالما سمعت أن الشعر العربي لا تطاول روعت، التعبيرية واتساعاته: الوصفية أي فن شعري على الأرض.. وانظره في الأدب الصيني والصينيون الأكثر إعتدادا بالعالم. من أعظام النقاد الذين أنجبتهم الأمة الفرنسية في نهاية القرن المنصرم وأوائل قرننا هذا، جول ليمتر وصف الشعر العربي بقوله: إن الشعر العربي في مجال الإحساس والشعور أنقى شعر عرفه الإنسان.
نعم أنقى شعر إنساني على الإطلاق. واصر ليمتر. على تميز الشعور العربي عن شعر الأمم الأخرى بما أسماد فحولة ونبلاء ، إنك تأسف عندما تقتبس مدارس شعرية غربية لم تفلح في تعبيرها بأدوات الشعر كالشعر العربي. وتقدم إلينا على أنها شعر وتجديد.. لم يفلح حتى الغرب في الإضرار بشعرنا. كما فعل أصحاب المناهج النثرية الحرة