الشعلة الوقادة
سنة النشر : 11/10/1998
الصحيفة : عكاظ
بمناسبة معرض الكتاب المقام بالظهران غاب عني قائل هذه الحكمة المؤثرة ببلاغاتها.. الدقيقة الحميمة بالتقاء هدفهامع مرماها الحكمة التي تفصح بأن احراق الكتب وتدميرها لا تكفي لقتل الثقافة.. قتل الثقافة هو عدم قراءة الكتب صحة في المعنى لا يحق أن يجنى عليها بالفذلكة والجدل.
بقيت الحضارة العربية الإسلامية بازغة كقرص الشمس في خاصرة السماء رغم الغزو الهمجي البربري القادم من سفوح آسيا البعيدة هولاكو البغيض لم يترك ورقة مكتوبة في بغداد حاضرة العالم المتمدن آنذاك وبقيت الثقافة الاسلامية العربية لزمن نبراساً وهاجا.. لقد فزعت الكنيسة الكاثوليوكية في العصور الوسطى وبدايات بزوغ النهضة الأوروبية عندما اخترعت آلة تجعل الكتاب بكل يد ومتناول كل الناس. كانت الكتب اللاتينية مكدسة في أقبية الدير والكنائس مع الخمور المعلقة في الأقبية الحجرية الباردة المظلمة لا ترى الذور أبدا.. الأمع مع النساك المختارين والكهان الذين يطحنون الزاد البشري مع إطلالة كل شمس باسم تعاليم مظلمة وضعوا عليها أردية الدين.. خرج الغرب للعالم وبيد كل شخص كتاب يقرأه ويتعلم منه.. ويعرف فيه معنى گونه انسانا بحقوق وواجبات.. الكتاب هو الشعلة المتوهجة التي تروع وحوش الجهل وكواسر الظلام.. فهلاً قرأنا ولو قليلا...