من أختار؟ (2)

سنة النشر : 07/10/1998 الصحيفة : عكاظ

 
أرجو من يقرأ هذه الحلقة الاطلاع على حلقة امس لأنها متممة لها، ولن ينساب سياق ثبات روايتها بدون ذاك الا ان رأي القارىء الاستغناء عنهما معاً- كنا نخوض في السيرة المتعلقة بالحكمة البشرية المتبصرة المحبة في سفر مرزبان نامة... عن المرأة التي خيرت بين إنقاذ احد ثلاثة زوجها، أو ابنها، أو أخيها. واقفات الحلقة بالسؤال من تختار ؟ إليكم البقية فكرت المرأة واطرقت طويلاً ، ثم قالت: اختار أخي..
 
دعاها الملك وسألها عن سبب ترجيح اختيار اخيها من دون الاثنين فقالت: تذكرت زوجي وطيب عشرته وحسن معشره فهممت باختياره، ثم رأيت ابني فحثت عليه جوارحي وتذكرت جمالات طفولته ومناغاته فهممت باختياره الا انتي وقفت عند اخي كثيراً.. ودار في نفسي انني ما زلت شابة اتزوج بعد زوجي وانجب ابنا بعد ولدي ففيهما بدل وفيهما عوض.. اما الاخ فليس عنه بدل وليس عنه عوض. وذلك لأن أبوينا ماتا ولا يمكن تعويضه، فاخترته.. يقال إن الملك استحسن ذلك.. وتأمل عميقاً وضحك حتى أسفر محياه لحكمتها وحبها وبصيرتها.. والخاتمة السعيدة ان الملك وهبها الثلاثة. کان مرزبان اخاً للملك ويريد ان يمحضه النصيحة رغم الوشاة.. قال مرزبان لأخيه الملك: أي عن كل شيء عوض وبدل الا عنك.. ولا يهمني الا عزتك ومجدك.. إن المحبة ايضاً تحتاج إلى الحكمة.. بل تحتاجها كثيراً.