مصلح .. ولا يعلم!
سنة النشر : 30/09/1998
الصحيفة : عكاظ
.. يمنح الله مواهب الاصلاح لفئة من البشر.. تتفاوت نسبها تتسامى لتصل الى الاصلاح العام في اطلاقه في حال الانبياء.. وتتفاوت إلى مصلحي..الامم ومصلحي المجتمعات ومصاحي الأديان.. ومصلحي الافراد. موهبة الاصلاح كما في اعتقادي يزرعها الله، كمنحة سماوية لبعض البشر ليكونوا وسيلة تنتقل عبرها الصفات والارشادات والتنويرات الاصلاحية الى رفقائهم في الانسانية.. إنها عربة تأتي من النجوم لترمي ضياءاتها في دروب البشر...
ونعرف المصلحين تقليديا في دعوتهم المباشرة.. وفوق منابرهم مبدعين في بث الكلمات في الجسنان وجذور عواطف الانسان.. ولكن هناك مصلحين مؤثرين من نوع اخر.. هم أولئك الذين لا يتكلمون أوحين ينطقون لا يقصدون المنحنى الإصلاحي في ذاته. قد تصلحك امرأة عندما تبكي.. وعندما تسيل دموعها تضرب قطراتها في قاع قلبك.. وتصلح من شانك في أمور شتي..
قد يصلحك رجل يلتقط بعفوية مخالفات رماها احدهم.. قد تصلحك نظرة انتقاد.. قد تصلحك كلمة لم تنطق.. وقد يجذبك انسان باشعاعه الداخلي.. ويقوم فينا طبعا ماثلا ولم يعلم ولا يهمه أن يعلم!