الكتاب.. كان زمان!

سنة النشر : 27/09/1998 الصحيفة : عكاظ

 
هل نحن أمة تقرأ ؟!.. هناك قطاع من محبي المطالعة, وانا اتحدث عن قراءة الكتب.. وليس بالضرورة أمهات الكتب؟.. نعم نحن أمة تجاوزنا غيسبوبات الامية.. بالمقاييس العـادلة حققنا تفوقا قياسيا في التغلب عليها.. وبقي السؤال: هل نحن امة تقرأ؟ جيب مع ارتفاع أعداد المتعلمين. وغالبية اجيالنا الحاضرة تصر حتى على المواصلة إلى نهاية التعليم الجامعي.. الا ان الكتاب يعاني من جموده على الأرفف. لو صح لي القول لزعمت بسلا تردد أن الكتاب أقل البضائع دورانا وافترها رواجا.
 
وشيء ملفت آخر: في بلادنا كتاب لامعون.. وهذا لم يجد في رفع معدل اقتناء الكتب.. والأهم قراءتها. نحن جرفتنا عربات الاعلام الثلاث: الصحفة اليومية المذياع والتلفزيون و جرفت قبل ذلك الكتاب الذي كان خير جليس. القراءة تحفز الخيال.. القراءة تشعل الذكاء.. الكتاب يعطيك فرصة للرياضة العقلية.. والخيالات البناءة.. في تلك الأزمان كان الكتاب يصنع المثقفين.. وتعرف هذه الفئة حالما يطلون.. لما قرأت في صباي رائعة هوجو احدب نوتردام .. بنيت في خيالي معالم المدينة وكتدرائيتها وأجراسها العملاقة في البرج العميق. وصورت شخصية از مریلداء الغجرية التي غزت قلب المثقف والراهب... والاحدب...
 
ثم أني رأيتها تلفزيونيا صنعة هوليودية.. وفعلا رئيت لحال من لم يقرأ الرواية.. إن فقدنا الكتاب.. فقد اهم ملكاتنا الدماغية.. الخيال الخلاق!