القارب والطفلة
سنة النشر : 22/09/1998
الصحيفة : عكاظ
كتب أب الي ابنته التي ستتزوج بعد أن تخرجت من الجامعة ، مع قارب ذهبي بشراع مطرز بالماسات تتلامع مع مداعبات الضوء وترسل إشعاعاً يخطف القلب والعيون:
"لماذا أهديك هذا القارب ؟ ليس لأنه ثمين لأن علاقتي بك لا تقــن بأية قيمة.. قيمتك فوق الحياة ذاتها.. وليس لأنه نادر. فالنادرة أنت تجواهر المدن الذهبية في أساطير اللاتين وندرتك لأن الله خلقك.. ولم يكررك كما خلقنا جميعا ولم يكررنا... وليس لأنه سيدور حول عنقك الذي لثمته من كنت طفلة تنافي مهدها.. وما غبت في خدر رائع مثل نشرتي برائحة طفولتك الأولى عندما قبلتك ليلة عرسك ضاع عبير طفولتك التي في قلبي مازالت يا طفلتي التي ستبقين أهديك هذا القارب.. لأني اتمنى لك دوماً إبحارا شادنا في يع هذه الدنيا.. إبحارا خاليا من عصف الرياح ومن زمجرة الرعود.. و من ثورة الدوج...
ومن مفاجات الإبحار عندما يسقط الظلام. وتغير النجوم الي ان يرسو تاريك إلى ساحل امن برماله النقية البيضاء في جزيرة ساحرة تتناغم فيها الأشجار والأطيار.
الجزيرة.. حياتك الأسرية.. واعلمي اننا قوارب شتى تتناثر في البحار.. عندما نقسمها معا.. فصل دوما معا.. لسواحل الخير والايمان.