الخلطة (2)

سنة النشر : 20/09/1998 الصحيفة : عكاظ

 
.. في رواية مسرحية للكاتب النرويجي هنرك إيسن. استوحى فكرتها من أساطير بلاد الشمال. تعرف هذه الرواية ذات المغزى بعنوان بيرجنت وإبسن كاتب اخلاقي يبني عالمه الخاص ويفصل اخلاقياته المثالية ما تمليه تطلعاته الذهنية ولطالما آثار عواصف حسب النقد من خلف أعماله.
 
الذي يهمنا في النزعة الخيرة او الشريرة في الانسان ما ذكره في تلك القصة- المسرحية.. ضمن مشاهدها شخص وهمي يسير وفي ذراعه سلة وفي اليد الأخرى مجراف.. ثم انه اخذ يجرف في طريقة الناس الذين وجدوا عبنا على الضمير الانساني النقي.. الذين يقفون سدا امام الخير العام.. يلقي بهم في السلة ليعاد تقويمهم رحمة بهم.. وبغيرهم من البشر انه يعكس العقلية التي عمت في الغرب، القائمة على رحمة المجرمين أولا.. ثم التفكير في القصاص.. وفي الضحية أنها نوع من عقاب الضمير الجماعي بعد عصور من انواع العقاب الفظيعة التي قام به ساديو الكنائس بالحرق والبتر. وفصل الرؤوس، حتى لاصحاب الصغائر من الذنوب قلنا أن الهداية من الاملاء اللوني.. من منابع الخير التي لم يعثر عليها صاحبها.. دورنا جميعا ان اردنا اصلاحا ان نكون مثل كشافي المواقع ومكتشفي الينابيع.. لندل صاحب المنبع على منبعه ونزيل العوائق أمام المبنع ليتدفق خيرا.. وصالحا وهذا الاهم... البعض تجد حتى نبعه قد يفيض سما وقطرانا ما الحيلة؟.. ولكن عندما يرتكب المجرم فعلته فهذا يفزع المجتمع ويتطاول على الروح البريئة التي حماها الله.. هنا.. من القصاص لا مناص.