الحكمة

سنة النشر : 08/09/1998 الصحيفة : عكاظ

 
الحكمة هي تاج العقل.. ولو قدر لي ان أوازن بين الحكمة والذكاء ، لكان للحكمة القدر الراجح والموقع الاسمى.. الحكمة هي! الاداء المتوازن للايقاع البشري على اجماله وعبر سيرته التاريخية.. والذكاء هبة عظمى.. وحده ليس كافياً للارتقاء الانسانسي.. كثير من الأذكياء دمروا بذكائهم مظاهر العمران. هتلر كان نشط الذكاء.. جر المانيا والعالم أجمعه إلى تطاحن كوني لانه كان حامل الحكمة.. ولقد كان عمر بن عبدالعزيز حكيماً مع ورعه.. لذا ارتدت الامة الاسلامية الاموية هيبتها.. واستعادت رونقها.
 
في النظرة الفكرية الشاملة يبرع اذكياء الجنان غائباً بفضل منحة خلقية تحفزهم للابداع في العلم المادي، غالباً بالفيزياء والرياضيات، المبني على حقائق تثبت وبراهين تؤكد.. ولكن الخلاقين بينهم أصحاب الحكمة... والحكمة تعني الجلد على الحامل ، والصبر على الاستنتاج الذهني لما وراء الملاحظ.. وسبب الظواهر وعلة الاشياء "برتراند رسل"، كان صاحب رسالة انسانية عقائدية واضحة ، لأنه فيلسوف العلم الرياضي والفيزياء انشتاين كان عبقريا في مناحي الرياضيات الكونية.. ولم نسمع عن رسالة انسانية. إلا عن موجات لم تصل الى ساحل... الحكمة. شي الفضل والتاج البشري.. الفلسفة في علوم الحكمة وأول ما بدأ فیدا ، باشعاره نادی اندرا مختص العواصف وارضاه عندما قال: انت حكيم یا اندرا الحكمة درة الانسانية!