بين التعميم والتهميش

سنة النشر : 05/03/1996 الصحيفة : عكاظ

 
لقد اطلعت على مقالة هنا جعلتني اتوقف ملياً. واتامل واني أوافق من يقول ما اسهل امتشاق القلم وبالصعوبة ما يكتب بها. وكانت المقالة من تلك المقالات التي تلقي الاحكام باشكالها المطلقة. العمومية بدائرة ضيقة من الكتاب الذين ريعا يعرفهم الكاتب شخصيا واراد مجاملتهم أو ربما. كان جادا فيما قال. وهنا البعد عن الصواب ذاته. ووقع في منحدر كبير وهو من غير قصد تهميش. الاخرين بعثهم وسمينهم أراد أم لم يرد وذكر أن لم تخني الذاكرة أن الاساتذة الجفري والسديري وجابر من أفضل الكتاب الذين يعرفون هموم الناس (لاحظ صيغة افضل) وهنا وقع في محظور بل محاذير النقد العلمي الواضح حتى لا اقول الدقيق... هنا وقع في المجاملة التي تهمه شخصيا وهي تظهر كذلك والنتيجة واحدة بالطبع فهو لم يبين لنا كيف ير هؤلاء زملاء هم من الكتاب وبأي موضوع بالذات وماهو المجال الذي تجلى به كل منهم ثم ماهي مقاييسه العملية والعلمية وهل هو يعبر عن نفسه شخصيا ام وضعه القراء مثلا وناقدا بالنيابة عنهم وهل هو في مهمة تحكيمية و اين هيئته المختارة وأين مواضيعه المنتقاة واين مقارناته بين الكتاب والمواضيع وان رأى انه له صفية الناقد والنوافق على ذلك جدلا فإنه مثل الطائر الذي اريكه جناحاه الطريان فوقع في فخ التهميش والتعميم السلبي وهذا هو الذي يخلق احباطا من عند اسمق الكتاب قامة فالبير كامو رفض أكبر الجوائز وسؤاله العبقرى كيف عرفوا كيف حكموا والاهم كيف عمموا وهم بلاشك هيئة تتكون من اشهر الاشخاص معرفة وممارسة وشمولية في مضامينهم المتخصصة فماذا يعني كاتبنا حين يقول وليس مثل باقى الكتاب الذين الا طعم لهم ولا فائدة في كتاباتهم وينقصهم البحث الدقيق والعجب هنا أن يسدد سهما إلى نفسه هل يعني أن كاتبا ممارسا مثل الخياط او الصافي يقع في دائرة التهميش مثل كاتب يفك الخط ويتعثر في الافصاح (ربما) مثلي اعرف انه قد يحلف بالايمان بأنه لم يقصد ذلك وسأقول لك انه صادق طبعا وفنا المسألة كما يقول شيخ الانجليزية شكسبير اولا لا يجب أن نحكم الا اذا طلب منا ذلك ومتى ما طلب منا ذلك يجب أن ندرك وتعترف لانفسنا اننا ، مسوغات وأدوات النقد الصحيح وان رأينا أن نعمم الصفات كما كتب صاحبنا فلا بد أن تبعد عن مغبة التهميش العام وانتي ارجع لصفحات ( عكاظ) واستقى بعض الاسئلة التي أمل من استاذنا أن يرضى بالتأمل فيها لمعرفة أطر النقد العلمي بغض النظر عن موافقة آرائنا مع الكاتب الناقد أو حتى من عدمها ولكن تعرف من وكيف ولماذا أي أن على الناقدان يعرض حيثياته بوضوح اما حكمه فيعتمد على ادواته وذوقه وربما احيانا ميول شخصية تصورية (شعورية) ولكننا امام موقف واضح في أن نأخذ حكمه او حتى نناقضه ومن معطياته ذاتها التي زودنا بها فلقد فتح قبل مدة الاستاذ علوى طه الصافي فوفة النقد على زميله المعروف الخياط فتوضح الاسم واشار باسهاب الى المواضيع المنتقدة وحددها ثم أصدر أحكامه وانا كقارىء وافقته على حيثياته كحقائق من اسلوب وكتابة وأدب الخياط ولكن لا يعنى اني وافقت على أحكامه.. ما رأه الصافي في استنتاجه ( خطلا) ربما كان بالنسبة لى ميزة وهكذا ثم أن بعض الكتاب يتفوقون في مجال أو اسلوب معين ولا يعني ذلك انهم افضل من كتب فالدكتور السريحي من واقع كتاباته في ( عكاظ) ومن واقع ماقرأت له فقط ايضا استطيع القول انه كاتب قصير النفس ولا يخوض في المطولات ولا التحليلات لكنه من (افضل) من يكتب العمود الانطباعي الصغير عن الاشخاص والحدث بنظرة ثاقبة واسلوب موفق يجعلك تمشى على رؤوس اصابعك مع سخرية عميقة قد تشعر بها بين السطور بينما نور محمد نور كنمر حبيس فان النحر مجاله السافانا المفتوحة لذا يشور أسلوب نور في السياقات القصيرة كما يجن النمر النبيل ولو داخل قفص من الذهب. وهناك اسماء متعددة واساليب متعددة ومواهب متفرقة ومعالجات مختلفة وهنا ياتي شخص يعمم ويهمش لايملك الحق ولا يملك القدرة وليس هو فقط بل كلنا كذلك باستعداداتنا الطبيعية..
 
هذا يجب الا يكون فتح باب النقاش انما قفل بوابة من بوابات الممارسات اللاعلمية التي تظلم ولا تنصف من نكيل لهم المديح أو من نغفل عنهم على السراء وما احسب كاتبنا ألا رجل علم.