المعرض الدولي للموانئ والنقل البحري

سنة النشر : 03/10/1995 الصحيفة : عكاظ

 
منهمكين في التحضير والاعداد لمعرض دولي عن الموانيء والخدمات البحرية وموضوع الموانيء والنقل البحرى هو موضوع حيوي بالنسبة للتجارة الدولية وهو موضوع مدني حضاري ، انسانی اشعاعي والتاريخ يحكى لنا عن الحضارات البازغة التي هيمنت سيطرتها على قرون غابرة صانعة انجازات باهرة. وأن هذه المدنيات الكبرى كانت دوما جارة للبحار تستمد منه نماءها التجاري والحياتي ويكون واسطة عظمى للتوسع وبسط النفوذ وخلق الامبراطوريات من الفيالك الرومانية إلى الأرمادا الاسبانية واساطيل بريطانيا العظمى.. البحار.. البحار نعمة الاتساع. ورهبة الغموض ومنشأ الخرافة والاساطير.. ومصدر الخير الخير العميم..... والشأن البحري بالنسبة لي ذو ناحية عاطفية حيث عملت في بداية حياتي المهنية بالمواني ونضجت خبراتی ومعارفى ان كان لي أن أدعي ذلك ـ مع الخبرات والتجارب والتحصيل الذي اكتسبته خلال عقد من الزمان كان أثرى مراجل عمري. ولذلك تطرقت كثيرا في الحديث عن الموانيء ودور الموانيء في تكوين الثروة القومية وابراز دور الدولة عالميا في معترك تجارة واعمال هذا الكون... وعندما كتبت مقالا عن فكرة جائحة لايجاد رافد دائم للدخل الوطني عن طريق التحام دور موانيء واسعة على ساحلي البلاد وربطها بشبكات نقل ضخمة من خطوط السكة الحديد فقد رمزت تلك المقالة الى ان وراء ذلك لجنة متفوقة من المخططين الجغرافيين والمهندسين والجيوبولتكيين والاقتصاديين.. وحكماء السياسة والقانون.
 
وكان هذا الرمز من خلال ذلك المقال الذي جمح بعيدا حتى كان عنوانه.. فيما يرى النائم!... كأنه حلم بعيد أو كانه واقع خارق والموانيء في المملكة اعتقد أن وراءها خيالا عظيما حققته. بعد الله- ارادة رجال عظام ، وهذا ما يجعل من سمات هذا الحكم الرشيد اختيار قيادات المراحل التي قادت هذه البلاد لتكون محل اهتمام العالم برمته ما بين محب معجب أو مغرض حاسد..... مازال في الموانىء رجال قيادة وخبرات فريدو الطراز قد تأبى مروءتهم ذكرهم اسماء فهم رجال عمل جادون.. وكفاهم... ولكن اقل واجبات استدعاء حركة الانجاز الكبرى الموانيء ذكر الدور القوى الذي أداه باقتدار وعبقرية اداء.. الدكتور فايز ابراهيم پدر وبالذات في انطلاق المسيرة حين كان يبدو ان اصلاح ازمة الموانيء ضربا من ضروب التفاؤل البعيد.. والحلم الذي لاياتي.. ولقد اكتسبت منه القليل. هذا القليل نفعني كثيراً! ولقد استطردت كثيرا.. وهذا حال التطرق الى حكايات الوجدان وبواعث العواطف.. وأدعو الله أن أرد شيئا قليلا من خلال هذا المعرض الذي نتوقع أن يشارك فيه معظم الهيئات والشركات والسلطات البحرية العالمية لنبرز فيه ويفخر عميق ما وصلت اليه مستويات الانجاز والكفاءة والتجهيز في الموانىء السعودية.. وسيعم العالم ذا العلاقة من اقصاه الى اقصاه حملات اعلامية واعلانية عن هذا المعرض يتوجه بريق تصدر الموانىء السعودية وسيتناقل كتيباته الاعلامية معظم ايادي خبراء النقل والتجارة البحرية متربعا عليها ومن خلالها شعار الموانيء السعودية المغير الجميل. ولقد تفضل سعادة المهندس محمد عبد الكريم بكر نائب رئيس مجلس الادارة بالموافقة على أن تكون المؤسسة العامة للموانيء راعية لهذا المعرض الذي ارجو ان يكون محققا الطموحاتنا ومواكبا لانجازاتهم.. حينها سيكون كل من عرف الدكتور فايز بدر حاضرا في ذاكرتنا كأحد البارزين ( جدا) في الاعداد الذكي للمؤتمرات والمعارض. فقد كان محبا للموانيء.. وجعلها دوما تتائق وتتباهى في الحديث عن نفسها..
 
ولقد كان لميناء الدمام بالذات طبيعة وبعد اضافي لالتحامه منذ نشأته ب السكة الحديد وارتبط تاريخا وادارة وامتزج عملا وحتى ملكية للمرافق. لذا اهتممت أن يبرز دور السكة الحديد بل ويضاء ضمن فعالية خاصة من ضمن فعاليات المؤتمر تحت عنوان معرض النقل البري.. وقد عاصرت طيلة فترة عملي شخصية انسانية نادرة ونبيلة تتمثل بالشيخ فيصل الشهيل الذي رسخت اعماله ليس فى العمل من اجل المؤسسة التي رأسها لسنوات بل في ذهن وقلب كل من عمل معه.... كل من عرفه.. وقد كنت كتبت قبل ذلك ما معناه ان الرجال العظام عندما يذهبون يطل علينا نورهم من كل فجوة ومن كل نافذة.. يطل.. ويبقى...
 
ومثل غيرى سمعت عن نشاط ورغبة لا تتوانى فى الانجاز لدى الدكتور ناصر السلوم وما أحسبه الا ان يكون عونا ومرشدا لنا في ابراز دور النقل البرى وبالذات للسكة الحديد ضمن فعاليات هذا المؤتمر.. ان سعادتي غامرة في أن المجال الذي أحبه يزخر دوما برجال افنان يحدوهم الانجاز والنجاح بل التفوق التفوق نعم.. الصفة الترياق العالم لم يعد يعرف الا المنافسة.. والمضي في المنافسة.