سواتش .. قصة نجاح
سنة النشر : 21/02/1995
الصحيفة : عكاظ
لقد اقترحت في احد مقالاتي أن نقرأ معاً مباشرة أو من خلال الترجمة موضوعا أو مواضيع تستحق أن يطلع عليها القراء لتعميم الفائدة وتجارب الآخرين الناجحة أو فيما يتعلق بالحكمة الانسانية على وجه العموم... ولقد شهد الجميع النجاحات الخفاقة لبعض رجال الاعمال العالميين في العقد الأخير مثل الاسطورة « جيت صاحب الشركة العالمية الجبارة مايكروسوفت والتي تجني الأرباح بالأرقام الضوئية وكانت قبل سنوات قريبة شيئاً في رحم الغيب... وشهدنا في وقتنا هذا الاكتساحات الكبرى الساعات سواتش SWATCh) للاسواق عبر العالم قاطبة بتصميمها المتنوع الأخاذ وسعرها البسيط الذي يكاد ان يكون في متناول الجميع فضلاً عن دقة إدائها.. واليوم انقل لكم قصة نجاح هذه الساعة في ايطاليا فقط ، والتي يرويها السيد « فرانکو برسيسيده للمجلة العلمية المحترمة هارفرد بزنس رفين. ولنصغ لما يقوله برسيسيو: إنه شيء محرجا حقا.. انني أخرج العشاء وكل ما أراد حولي ساعات سواتش ، ان ساعاتنا تمثل مبيعات قدرها ٤٠ ٪ من مجمل مبينات الساعات في السوق الايطالي.. بل انتا ان أحصينا الساعات السواتش التي يشتريها الايطاليون من الخارج ، وعبر قنوات غير رسمية فإن هذه النسبة بلاشك ستزيد.. ياله من شيء مثير للدهشة وليس بامكاني تفسيره.. فإننا لم نبدأ بالترويج لسواتش في السرق الايطالية الا في عام ١٩٨٦ فقد كانت ايطاليا آخر سوق اوروبي كبير تدخل اليه.. ولقد كان هذا حقا من الغرابة بمكان فالايطاليون شعب شغف بالصرعات الجديدة وبالذات فيما له علاقة بالساعات.. ولطالما تساءل الايطاليون متى سيكون لدينا في الاسواق ساعات سواتش ؟ وعندما بدأنا بالترويج انفجر السوق- حرفيا ومازال ينمن باطراد. ولقد لاحظنا ان معدل ما يملكه الزبون الواحد ست ساعات سواتش!!... انما في الحقيقة لم تكن وراء ذلك خطة استراتيجية عبقرية فلقد كنا لسنوات غير راضين عن توزيعنا في ايطاليا.. وهذا الذي جعلنا ننتظر طويلا حتى نجد الوقت المناسب للولوج الى هذه السوق.. الى أن جاءت فرصة راقية بل عدة فرص متوالية ذات نسق رفيع المستوى ومنها عندما اختارت شركة سوثبي ( Sotheby) مدينة ميلانو لاقامة احد مزاداتها لساعات سواتش.. ولم يكن أي منا يتوقع ماقد يحصل... فقد اتسم الاقبال بشكل هستيري وباسعار لاتصدق.. فقد كان الناس يتدافعون بالمناكب وجيوبهم منتفخة باوراق النقد.
لقد كان مشهدا يستثير كل العواطف.. ولقد اغرورقت عينا مدير العلاقات في الشركة بالدموع أما موظفو سوتبي فقد عقدت ألسنتهم الدهشة!.. لذا فلقد لعب الحظ هنا دورا رئيسا.. ولكن لابد من القول أن هناك أسبابا أخرى ليس لها علاقة بالحظ هذه الاسباب ترتكز على الاعمدة الأربعة: التصميم ، الاتصالات في أقصى رحابها ، الجودة ، والسعر. ولقد كانت اسعارنا في العشرة أعوام الأولى ثابتة لم تتغير ، وبالرغم من اغراء نجاحاتنا المذهلة ، وبالرغم من عدم استطاعتنا تلبية كل الطلبيات في بلدان كإيطاليا.. لم نفكر أبدا برفع الأسعار على موزعينا.. كما حرمنا وبحزم عليهم بأن يرفعوا أسعارهم قل لي هل باستطاعتك أن تسمي لي شركة أخرى بقيت بالضبط عشر سنوات لم تغير فيها أسعار منتجاتها؟
السعر صار لنا المرأة التي توضح أحدى ميزاتنا التي حاول ايصالها للعالم.. ولتبقى مميزين وجزءاً منه في أن.. فساعة سواتش لا يكتفى بكونها في مقدرة الكثيرين سعريا بل ويمكن الوصول اليها دوماً.. فشراء ساعة سراتش سيبقى دوما قرارا سهلا.. من تلك القرارات التي تعيش معها! ثم ان هناك التصميم).. التصميم الذي يتسم بالاحساس المدافق.. فلدينا عشرون خبيرا في معمل الشركة جاءوا من ثقافات مختلفة ومن بلدان متفرقة.. من ايطاليا وفرنسا والولايات المتحدة ، واليابان والمانيا ، وأستراليا ، وأماكن أخرى منهم مهندسون معماریون مؤهلون ، ومنهم مصممون صناعيون مدربون تدريبا عاليا... والبعض لتوهم من الجامعات والجميع تحت مايسترو عظيم صاحب الاسم الشهير في عالم التصميم اليساندرو مينديني. ( MEN-DIND )والذي عرف طويلا في اثاثه ذي التصاميم الدراماتيكية والتي كانت تصنع بأعداد قليلة.. ولقد كانت تجربته مع سواتش هي التجربة الأولى له في عالم الانتاج الكبير... اننا نصنع مجموعتين من ساعات سواتش كل عام ، ونعد سبعين تصميما لكل مجموعة... ومائة واربعين موديلا مختلفا!
ونحن ليس لدينا اي روتين معد للتقدم بالأفكار والاقتراحات.. فنحن نتحرك دوما عبر العالم.. ونحضر المعارض الكبرى.. كما نذهب للأوبرا والمعارض الفنية التشكيلية... ولن تستطيع ان تتخيل عدد المجلات والكتب التي قرأناها وعدد اللوحات التي درسناها.. وتنغمس أنفسنا في ثقافات الحياة.. حين ذاك تبدأ الأفكار تتولد...
ثم إننا لا نتحذلق في شرح تصاميمنا.. اننا تماماً نتركها لخيالك!