لماذا خرجت أمريكا على العالم (2-2)

سنة النشر : 04/09/1999 الصحيفة : عكاظ

 
تعود الى الولايات المتحدة التي كانت سعيدة غنية متقدمة غارقة بالرفاه والحرية بعيدة عن العالم القديم ومصائب هذا العالم.. إلا ان بعض النوازع التوسعية والاستعمارية قد راودتها في منتصف القرن الماضي وهذا ما يقوله لك التاريخ السياسي الأممي عندما تكبر الدول تكبر معها شهيتها للتوسع فدخلت حرباً مع المكسيك.. ونزاعات في الجزر الكاريبية. ولكن الشعلة كادت تفجر برميل بارود حرب مع الامبراطورية الروسية بنزاع معها حول حدود السواحل الشمالية الغربية لأمريكا الشمالية ، وكان هناك شيء آخر سمته أوروبا الحلف المقدس وأرادت أن تنضوي فيه معها الأمة الأمريكية.. كان غرضه العميق إعادة الدول اللاتينية إلى اسبانيا بعد أن صارت دولاً مستقلة في العقود الوسطى للقرن التاسع عشر.. وقتها كان يحكم الأمة الجبارة الأمريكية رجل بالغ الحكمة رأى أن الأمور قد تجر القارة المعزولة الهانئة الى مناقع الوحل العالمي الخارجي.. فظهر إعلان شهیر سمته امریکا مبدأ مونرو ، حامل اسم هذا الرئيس.. المبدأ ينص على أن تنأى الولايات المتحدة عن المشاكل الخارجية وان تتفرغ لبناء الأمة الأمريكية داخليا.. والنص الآخر على عدم السماح لدول أوروبا بالتدخل في شئون الدول اللاتينية المستقلة في امريكا الجنوبية.. وحافظت امريكا على عزلتها.. ولكن خبثاء أوربا قاموا كما قلت سلفاً بإقناع الرئيس ولسون الطيب بأن المانيا شيطان العالم، ولا بد أن يساند الأخيار ( الحلفاء) ورآها الأستاذ المثالي فرصة لاحلال مبادئه الحالمة بالسلام والعدل عبر العالم... ذهبت أمريكا إلى الحرب...
 
خرجت أمريكا من عزلتها.. ولم تعد هل كان خروجها بشارة السعد ؟ ام نذير الخطر ؟ ام كليهما ؟ إنما هذا بحث يطول.