أعظم رحلة في التاريخ (1-2)
سنة النشر : 19/03/1996
الصحيفة : عكاظ
تعتبر الملحمة التي عاشها المستكشف البرتغالي ماجلان من أعظم القصص التراجيدي الانساني كما انه قام باروع واعظم رحلة قام بها يحار عبر الأرض كانت نصف بحار الارض لا يعلم بوجودها أو يدركها جغرافيو ومغامرة القرن الرابع عشر ..
فردیناند ماجلان بادراكه الواسع وتصـ الاعجازي وبرؤاه التي. الأرض ساهم في فتح ستائر المعرفة للعقل والعلم البشري عن محيط عظيم برمته وكامل عظمته وسحره بجزره وارخبيلاته ورسم الطرق البحرية لاجيال من البحارة والقوافل البحرية من بعده.. جعل الدوران حول الارض ممكنا ان ماجلان منارة كبيرة في الانجاز الحضاري وعتبة في سلم الارتقاء المدني يجب أن يتذكرها الانسان عندما يلتفت الى ماضية مؤكداً على حاضره وباحثا عن مستقبله.. ولكن الاعتراف بأهمية ماجلان وبدوره الواسع كان بطينا في بلديه اسبانيا والبرتغال وأوربا عموما لسبب ان مضيق ماجلان الذي اكتشفه ليطل على المحيط العظيم لم تحتجه أوروبا إلا بعد حين... ثم انه لقي مصرعا ملحميا مسرحيا بعد قتال فظيع مع محاربي جزر الفلبين التي اكتشفها واطلق عليها اسم مليكه (ملك اسبانيا) وأخذ الشهرة والجاه والغنى الكابتن ديل كانو الذي ابحر ببقية القافلة البائسة والمهلهلة عبر الرجاء الصالح الى اسبانيا محميلا بكمية من البهار التي من أجلها كانت هذه الافتتاحات في عالم البحار والرياح والغموض والمجهول ولقد شاء الله ان يكتب لقصة الاكتشاف
ولماجلان شيئا من الخلود في أن يتواجد مع ا البحرية احمد النبلاء الطليان الذي كان يكتب مذكرات يومية مفصلة و پرسم. جميل وواضح وخطوط انيقة وتعابير واضحة مفصلة ، فروى كل وقائع الرحلة وسجل بواقعية مؤثرة تمرد البحارة على قائدهم ماجلان في المضيق جنوب الارجنتين الذي عرف الآن. بعضيق ماجلان وكيف تمكن ماجلان بقدرة وحنكة هائلتين من كبح التمرد واكمال الرحلة الصعبة التي تساقط فيها الرجال من الجوع والمرض وبالذات من مرض ( الاسقربوط) الذي حطم الاسنان واللثة لكل. يحار وجعل ابتلاع الأكل شيئا من المستحيل إلى ان يذوى البحار ويموت بعد جهاد وصراع مع الالم.. هذا النبيل الاديب الايطالي كان اسمه انتونيو بيجافيني) كما كان شاهدا ومشاركا للموقعة التي قتل فيها. ماجلان وهو يقاتل كأخر مناضل لحماية رجاله المتقهقرين لمراكبهم.
لقد كتبت النجاة لبيجافيني ليضع قصة ماجلان في التاريخ ففي صيف عام 1019.م كانت بضع مراكب ضئيلة.. بل في الحقيقة غاية في الضالة بالنسبة الى الرحلة التي رسمت في نية وعقل هذا البحار الفريد ماجلان البرتغالي الذي. أهدى المجد لاسبانيا.. يوم كانت اسبانيا والبرتغال تتنازعان الارض اربع سفن صغيرة الانتعدى أكبرها المائة وعشرين طنا بدأت بالابحار من ميناء ( سان لوكار) الى جزر الكناري حيث تم اخذ التموينات وعدد أخر من البحارة ولتجنب البحرية البرتغالية التي أرسلت الاعتراض قافلة ماجلان الصغيرة فقد أبحر بعد ذلك باتجاه الجنوب كانه يفرد الاشرعة نحو ايو احل غرب افريقيا قبل أن يعبر المضائق نحو الساحل البرازيلي. وكانت هذه المسيرة الاستوائية.
غريبة على ماجلان، فمع أنه سبق ان ابحر عابرا رأس الرجاء الصالح إلى الهند وملقا وعاد مرة اخرى.. ولكنه لاهو ولا غيره من قبل قد عبر أو حاول القيام بالرحلة الخطرة في البحار الجنوبية النائية.. ولكن من قراءاته ومعرفته البحرية والجغرافية اقتنع تماما بوجود طريق تقود الى جزر البهار. لذا الزم نفسه بتصميم جبار بأن يجد ذلك الطريق.. وجاءت لحظة النصر الباهر عندما غادرت القافلة الصغيرة خليج سان (جوليان وكان الوقت شتاء جنوب الارض عام. ١٥٢٠.م.. ولنترك النبيل الايطالي يروي لنا تلك. اللحظات بعد أن اتجهنا ٥٠ درجة على خط العرض. باتجاه القطب الجنوبي ( ۲۱ أكتوبر) وجدنا وبمعجزة لا توصف مضيقا أطلقنا عليه رأس العذارى.. وكان عبارة عن ممر بحري بطول مائة وعشرة فراسخ.. ثم انه يتصل ببحر آخر يسمى بالبحر الهادي ومحاط بجبال عظيمة شاهقة تغطي هاماتها الثلوج.. ويتابع الايطالي بيجافينا بعد أن يسهب في وصف حركة تمرد قام بها قبطان المركب ( سان انتونيو) وبحارته عائدين الى اسبانيا واصفا اتمام ماجلان الرحلة بالسفن الثلاث المتبقية عبر العضيق كاتبا في يوم الأربعاء في الثامن والعشرين من نوفمبر من العام ١٥٢٠ م غادرنا المضيق ودخلنا الهادي وبقينا في هذا البحر الذي يبدو كأنه بلا نهاية ثلاثة شهور وعشرين يوما بلا تزود بالمؤن حتى صرنا نأكل فقط البسكويت الذي تحول الى بودرة) مليئة بالدود والهرام معبأ برائحة ابوال الفئران وشربنا الماء الفاسد الاصفر.. ثم لم يبق لنا إلا جلد الثيران المجفف الصلو نمضغه ساعات قبل ابتلاعه).
يتبع في الحلقة القادمة