البروتوكولات .. وثائق الشر (الحلقة الأخيرة)

سنة النشر : 04/07/1995 الصحيفة : عكاظ

 
استعرضنا في المقالتين السابقتين بعض ما حكي عن كتاب بروتوكلات حكماء صهيون وأوردنا بعض مقاصده وخططه واهدافه وبان لنا بصراحة شاهقة مدى احتقاره للاجناس غير اليهودية حيث ألصق بهم واضعو الكتاب أحط الصفات مشبهينهم بالقطعان التي لابد ان تقاد الى الهاوية ثم يأتي المنقذ اليهودي ليصوغ الحياة من جديد في قوالب اهدافه وضمن مجاري اغراضه ليسود العهد الداودي ويتبرأ السلطة الكونية فوق كل السلطات.. الا أن تطاوله الصارخ على الادمية جمعاء وخطط الخبث والشر والدمار المبثوثة في كل صفحة من صفحاته هي التي تطرح سؤالا تلفه استار من الغموض والشك.. هل يبلغ عدم (الحكمة) في حكماء صهيون أن يؤلفوا كتابا يجاهرون به العالم بسمومهم وبغضهم وعزمهم على تحطيم الحضارة والاديان وهم يعيشون في كنف هذا العالم اقلية لا يربطها مع العالم الا رباط المصلحة الاقتصادية البحتة لكونهم- دوما- ذوي طمع ودهاء مصلحي لا يمكن انكاره؟ هل اليهود بحاجة إلى تأجيج حجم الكراهية التي شملتهم عبر كل تاريخ وعند معظم الشعوب هنا تبرز التساؤلات وراء كون هذا الكتاب، حقيقة أم وهما صار حتى أكبر من الحقيقة ؟ قالوا حينا أن كاتبا مافونا كان وراء هذا الكتاب واثبتوا حينا آخر ان الحكم القيصري الروسي في القرن التاسع عشر كان قد أوعز الشرطته السرية لهذا العمل لتحميل الشرور والضياع الاقتصادي والفساد الاجتماعي الذي استشرى بالامة الروسية على اليهود ومؤتمراتهم السرية لامتصاص النقمة الشعبية التي كانت تنبىء عن ارهاصات ثورة عارمة لا تبقى ولاتذر والغريب ان الثورة البلشفية والتي انهت الحقبة القيصرية الى الابد في العام ۱۹۱۷ ميلادية كانت ضمن الخطط المرسومة في البروتوكولات والتي سمع عنها العالم لاول مرة في العام ١٩٠٦ م ( !)).
 
والمتحمسون لصدق الكتاب لا يستغربون أبدا الحقد والاحتقار اليهوديين للعالم ، والاكثر مدعاة للاهتمام أنهم لا يفاجئون في مواجهة العالم صراحة بذلك.. ودليلهم أن البروتوكولات وبالذات في أسلوبها الوصفي الدرني للبشر الاخرين استخدمت ذات العبارات التوراتية والتلمودية أي تلك التي وردت في كتبهم المقدسة والبروتوكولات تركز عواصف كراهيتها واحتقارها للعالم الانساني بمجمعة ولكن ( كما يعتقد د. احسان حقي هذه البروتوكولات موجهة بصورة خاصة إلى المسيحيين.. وهذا نابع من الكراهية والاضطهاد التي لاقاها اليهود من الطوائف المسيحية ( بينما تجدر الإشارة أن الجاليات اليهودية عاشت في معظم البلدان الاسلامية محمية الجانب وفارست كل نشاطاتها الاقتصادية والمتفوقة في كثير من الأحيان بحرية بل وجاورت المسلمين لعهود شملها الكثير من الاطمئنان ( 1)).. ان كراهية المسيحيين لليهود هي في صلب العقيدة.. المسيحيون يعتقدون أن اليهود قتلوا المسيح وصار نسبة. أكثر الشرور محقا الى اليهود تقليدا مسيحيا راسخا عبر العصور وعند كل المحن الشاملة وعندما اجتاح الطاعون أوروبة في القرن الرابع عشر وحصد الأرواح اتهم المسيحيون اليهود بانهم وضعوا السموم في عيون الماء لتنشر الوباء.. وبدأت ملحمة درامية مهولة في تعذيب اليهود وحرقهم أحياء.. ( للمتابعة برأ البابا يوحنا الثالث والعشرون اليهود من دم. المسيح.. فانظر اين وصل النفوذ اليهودي..... ويرتكز مصدقو نشأة هذا الكتاب على اقاويل وحكايا وخفايا وتهاويم للبرهنة على أن المؤتمر. اليهودي السري وضع الكتاب هذا بمثابة دستور له وان هذه الوثائق العليا حفظت في مكان لايصله أحد وهو قدس الأقداس الا أن امرأة فرنسية تمكنت من خلال اجتماعها باحد الاكابر اليهود من اختلاس هذه الوثائق ثم وجدت طريقها للعالم.. أن القضية ذات بعد اسطورى لفت بشواهد خرافية في حالتيها بين الزيف والحقيقة...
 
ولكن ينبع سؤال جدير بالتأمل وهو.. هل تحققت نبوءات الكتاب او بالأحرى هل وجدت خططه مجالا للتطبيق ؟ لنرى بعضا منها:.. دعا الكتاب إلى انشاء المحافل الماسونية وجلب كل أولئك الذين يملكون السلطة والقوة على الشعوب الى هذه المحافل او اعداد اعضائها ليكونوا كذلك.. وها نحن نرى الآن مدى التغلغل الماسوني في الفكر والسياسة بل واتخذ البعد الذي يتصف بالنشاطات الاجتماعية مثل نوادي الروتاري ROTARY والليونز LIONS وهي لا تعني الاسود كما قد يتبادر للذهن من الوهلة الأولى بل هي اختصار الجملة زية هي-LIBERTY, IN انكلن TELLIGENCE OUR NATIONAL SAFETY اي الحرية والبراعة الذهنية هي سلامتنا القومية.. ( !)..
 
 واليك مثلآخر ففي الاجتماع الثاني عشر تحت عنوان ( كيف تكمم قم الصحافة..) ورد هذا الكلام ان الكتب الادبية والصحافة هما قوتان مهمتان للثقافة. ولذا فإن حكومتنا ستمتلك اكثر المطبوعات الدورية..... كل صحيفة من صحفنا تكون لها ميول خاصة.. فبعضها ارستقراطي والأخرى جمهورية أو ثورية أو حتى فوضوية.. وسيكون لهذه الصفحة مئة يد مثل الاله فيشنو الاله الهادم) في اليورانا بالديانة الهندوكية) وكل يد تمتد إلى فئة من الرأي العام).. أما ما يتحقق الان فانني اود- بتواضع- ان احيلك الى مقالة لي عن مردوخ المواطن العالمي الذي يربط الكرة الارضية بحبال اعلامه القاري المتعدد ومجموعة من العمالقة اليهود الذي يسعون بلا كلل التحكم في الدماغ الارضي بالتحكم بالصحافة والاعلام...
 
ولك ان تتأمل.. وأن تخرج بحكمك وضع امامك حقيقة أكيدة وهي أن الصهيونية كانت. وما زالت- حلما يهوديا لاقامة دولة يهودية مثيلة للدولة القديمة التي قضت عليها روما.. بل واعظم بأسا!
 
والمهم: علمت أن الكآبة والهم يحطـان عليك.. اما الأمل والسعادة فلا بد ان تصعد اليهما.