كوكبنا الغاضب نظرة في كتاب 2-2
سنة النشر : 06/12/1994
الصحيفة : عكاظ
.. ثم يتطرق المؤلفان بعد ظاهرتي البيوت الزجاجية وتلوت الهواء إلى تأثير الأشعة فوق البنفسجية أو حروق الشمس ».. ويبدأن في التمهيد لهذه الظاهرة بالسؤال المهم: لماذا نحتاج إلى طبقة الأوزون؟
والاجابة: لانه الشيء الوحيد الذي يقينا من الحروق التي يسببها التعرض الى الشمس بل ومضاعفات اكثر سوءا مما عرفنا من قبل.. وهذه الحروق تحول الجلد الخارجي إلى اللون الأحمر.. وإذا تضاعف هذا الحرق يصبح الجلد ماراً ومؤلما.. ثم يبدأ بالتشقق وتساقط الجلد الخارجي الذي ينتهي بانفساخه كفشرة الفاكهة والذي يقتل هذه الخلايا في السطح الخارجي هي ترددات ضوئية معينة من الشمس تسمى الاشعة فرق البنفسجية. والشمس تصدر هذا النوع من الاشعة بكميات هائلة... ولكنها لاتصل كلها إلى الارض لان هناك درعا يغلف الكوكب في الأجواء العليا ويكونه غاز الأوزون يحمينا من أشدها ضراوة وفتكا.. هذا هو حزام الأرزون الشهير والذي تأكل شيء منه السبب المواد الكيمائية التي متعها الانسان مثل كربونات الكلور فلور ( CFCS).. ويمضى المؤلفا في شرح خواص هذه الغازات وظواهر الاشعة فوق البنفسجية.. ويدرجان الحلول التي تقوم بها الحكومات والهيئات في سبيل التقليل من عواقب هذه الظاهرة ولكن الحل. وهي ايضا المشكلة- هو أن جزء منه يقع على كاهل كل منا.. إن أردنا لاجيالنا القادمة العيش تحت ضياء الشمس لاضرر اشعاعاتها.. والظاهرة الرابعة الخطيرة من أكبر الهموم الايكولوجية وهي نقص امدادات المياه التي نشريها.. حيث يقول المؤلفان: ان من اسباب شاكل المياه هي بناء المدن الكبرى لا يراء أكبر عدد من الناس وفي الاماكن التي لا توجد بها مياه كافية لهم.. ويعطيان مثالاً ساطعاً بجنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة.. فهناك كانت توجد مياه كافية- بل أكثر من كافية. للمدينة الناشئة لوس انجلس ، حين كان عدد سكانها لايربو عن مليون نسمة.. إلا أنه غير شاف الان وبصورة مينوس منها عندما انفجرت المنطقة بأربعة عشر مليوناً من البشر. وهذا ماجعل مسئولی لوس انجلوس يستحوذون على كل قطرة ماء متاحة حول بدتهم.. وحتى أن لم تكن حولها.. بل انها الآن تصوب نظرة عطشى الى الانهار الكندية الواسعة والتي تبعد عنها مايزيد من الفي ميل و الشمال والكنديون ليسوا متحمسين.
ابدأ إلى فكرة ضخ ميامهم جنوبا. ويهدف المؤلفان الى التوضيح أن المياه السطحية. مهما ضخمت كمياتها فإنها معرضة لاستهلاك بشرى مباشر شرد والی اساءة استخدام اكثر حماقة.. وإلى تلويثها بعوادم وبقايا المصانع والمعامل ويعطيان مثالاً على ذلك البحيرات الكبرى. وبحيرات وانهار اوروبية.. بل حتى البحيرات المتجمدة في سيبيريا.. ثم يتطرقان إلى شيء يعتقده الناس كالمسلمات ومهم جدا أن يعوا خطورته وذلك عندما يتكلمون عن المياه الجوفية في المحابس المائية الصخرية كما يسميها الجيولوجيون. فالناس يتحدثون عن المياه الجوفية وبعضهم يعتقد انها خزانات. كبرى تحت الأرض.. والحقيقة ان الطبقات. المائية هي طبقة محجوزة بين ثلاث طبقات مختلفة من الصخور او التربة وعادة ما تكون الطبقة العلوية من الطين أو من صخور غير مسامية كالجراثيت لتشكل حاجزا يمنع حركة المياه كما أن الطبقة السفلية ( في القاع) أيضا كتيمة غير منفذة مما يمنع التسرب والنفاذ.. والمغزى أن هذه المحابس لیست مصادر لانهائية للمياه... بل هي بالطبع قابلة النضوب وقابلية حتى للتلوث الكيميائي.. والادهى انها ايضاً ليست تلقائية الامتلاء.. أن تكون هذه الطبقة المائية استغرق آلاف السنين.. لذا عندما تحفر الآبار لشق هذه الطبقة واستنزاف المياه منها بمعدلات هائلة فإننا قد تنهي بعقود يسيرة من الزمن ماجمع خلال احقاب. واحقاب. وهذا ما يمارس في اماكن كثيرة في العالم... ويم فى المؤلفان في التحدث عن المظاهر الأخرى والتي تعرض الكرة الارضية مثل تحطيب الغابات ، وتلوث التربة وتلوث الفضاء ويعني به المؤلفان ان مدار الأرض لم يعد خاليا بعد أن صارت تترامي فيه المئات من الاجسام التي صنعها الانسان ووضعها هناك.. والخطير منها تلك التي فقدت مساراتها او انتهت مصادر طاقتها وباتت اجساما هائمة ضالة ومنطلقة بسرعات هائلة قد تسبب كوارث الانعلم متى وأين.. ؟ وكل هذه الظواهر تستحق الدراسة والتحقق والاعتبار.. ولا اجزم بمدى صحة ما ادرجه المؤلفان من معلومات واحصاءات ولكن يكفى أنها مؤشرات واضحة لاخطار داهمة ومالي اعتراس عليه هو الصبغة التشاؤمية التي طغت على الكتاب حتى يخيل لك أحياناً انهما يحاولان كتابة نهاية العالم...
وهذا ما أراه مغالاة كبيرة.. ومجافاة الحقائق الحياة وارادة الخالق القايم. وقبل ان ننهي هذه النظرة في كتابنا اود أن أعيد الى الاذهان مـ قلته في الحلقة الاولى من تحامل فظيع على النفط وبانه كما وصفه المؤلفان حرفيا شر الشرور) الذي لوث العالم.. ويهدده بالدمار والزوال.. ولا أظن أن هذا الكلام قيل من أجل اثبات حقائق علمية مجردة. ( فقط).. وسأترككم مع هذه العبارات.. وبدون تعليق. فهي تفصح عن نفسها لكل ذى ادراك عادي النفط.. هو جذور كل شرور البيئة. وكل العالم يعرف أن معظم الاحتياطات البترولية المعروفة تكمن تحت رسال الخليج.. بل أن هذه الأراضي الصحراوية لا تعدى عن كونها قشرة هزيلة فوق محيطات نفطية.. (!!).. أما عن شعوب المنطقة فالكاتبان يحاولان بشكل غير مباشر تهميشهم بعيدا عن التفاعلات العلمية كمجتمع لا معنى له لولا وجود النفط.. واقرأ بدون النفط سيكون مصيرهم الفقر المدقع. وقبل النفط لم يملكوا شيئا يعطونه العالم الخارجي ماعدا كميات من السمك.. واللؤلؤ..
( فقط)