عاشق إفريقيا .. عبد الرحمن السميط
سنة النشر : 10/12/1999
الصحيفة : عكاظ
... كنت منذ زمن أعرف الدكتور عبدالرحمن حمود السميط ، وأعرف أعماله الجليلة لتنمية أوضاع المسلمين في القارة الافريقية وسمعت مثلكم عن نيله جائزة الماك فيصل لخدمة الإسلام، غير أن سعيي البليد وهمتي الوانية ، وضعف وسائلي جعلتني أقف عند هذا الحد في الاستكشافية.
معلوماتي عن الرجل إلى أن دعتني لجنة مسلمي افريقيا الى الذهاب معهم الى تنزانيا، حيث سيتم افتتاح بعض مشاريعهم وكان تجمعنا في المطار، حيث وقف رجل ضافي الإهاب، ثابت الجنان و عميق الصوت ومغرقا في عاديته، ومنفتاً في عفويته، يحدثنا عن تنزانيا، ولم يكن ما يلفت في الرجل سوي ذلك القدر الغريب من الجاذبية المريحة التي تشع من وجهه الذي تحيطه لحية لطيفة متناثرة.. لم يكن فيه أي شيء فوق ذلك! في الرحلة رأيت أعماله ، ومن معه من ألبه الفتية الذين نادرا ماخبرت مثلهم أعمال لو ذكرت لي.. لقلت إنكم تبالغون.
لكنني رايتها وعشتها وأدهشني مارايت وهز جناني ماعشت أعمال عملاقة لانتشال المسلمين من أو حال الجهل، ومهاوي الأمراض والفقر. والأهم زرع الإحساس بالأنفة والكرامة لأنهم مسلمون لما جلس الرجل العظيم بجانبي ساعات حكى لي عن حبه العظيم حبه الذي أخذ بمجامع نفسه وعقله و بدنه.. حبه العظيم. لأفريقيا ، مارأيت محباً في مثل هيامه.. ولا عاشقاً في مثل صبابته يريد أن نفهم أن جر و المسلمي أفريقيا ورفع الإسلام فيها.. يا أبا صهيب.. لو كانت أفريقيا امرأة لغارت منها كل النساء.
وراح الرجل الذي فتح الله قلبه.. وانفتحت المقاصد أمامه يحكي لي كيف بدأ.. وكيف كبرت الاعمال.. وتجارب وقصصا... وكأن يدا من السماء باركت سبنه وأخذت بيده.. ولعلي رويت لكم بعضها..
"أبا صهيب".. وانت تحدثني ، هل لمحت دمعية تجاهد للإنطلاق من عينك المجهدة ؟.. لو كانت.. فما اغلاما ؟!